عبارة : أنا مؤمن إن شاء الله؛ خوفا من سوء الخاتمة ـ والعياذ بالله ـ لا شكا في الحال
جواز ذلك هو قول أكثر السلف، وحكي عن ابن عمر وابن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ وبه قال الشافعية والمالكية والحنابلة والأشعري والماتيريدي والمحدثون ، وزاد بعضهم على ذلك فأوجبه، ومنعه أبو حنيفة وطائفة، وقالوا: هو شك، والشك في الإيمان كفر.
وحكى محمد بن نصر المروزي في (تعظيم قدر الصلاة) عن أحمد بن حنبل أنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله،
وأجيب عن شبهة من جعل ذلك شكا بأجوبة:
أحدها ـ وعليه اقتصر المصنف ـ أنه إنما يقال ذلك خوفا من سوء الخاتمة؛ لأن الأعمال معتبرة بها، كما أن الصائم لا يصح الحكم عليه بالصوم إلا آخر النهار، فلو طرأ الفطر في أثنائه لم يكن صائما.
وقد حكي عن ابن مسعود أنه قيل له: إن فلانا يقول: أنا مؤمن ولا يستثني.
فقال: قولوا له: أهو في الجنة؟ فقال: الله أعلم، فقال: فهلا وكلت...
ثانيها: أن في الإطلاق تزكية النفس.
ثالثها: التبرك بذكر الله، وإن لم يكن شك، كقوله تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله} وقوله عليه الصلاة والسلام: ((وإنا إن شاء الله بكم لاحقون))
رابعها: أن المشيئة راجعة إلى كمال الإيمان؛ فقد يحل ببعضه، فيستثنى لذلك.
واعلم أن الخلاف في ذلك لفظي؛ لاتفاقهما على أن أمر الخاتمة مجهول، وأن الاعتقاد الحاضر يضره أدنى تردد، وأن الانتفاع به مشروط بالموافاة عليه، فلم يبق إلا تسميته إيمانا، وهو لفظي.
ابو زرعة العراقي
الغيث الهامع شرح جمع الجوامع ص 801