#التوسل ...
استكمالا للمنشور السابق عن حديث تعليم الضرير التوسل على الرغم انه طلب الدعاء من النبي ﷺ .....
وفي رد شبهات الحشوية عن اعتقاد اهل السنة في جواز التوسل بالنبي ﷺ حيا وميتا
اقول :
مع ان العلة للتوسل واضحة في حديث الاعمى وهي النبي ﷺ بحقيقته (الرحمة) الا ان الوهابية ارادوا اقحام الترجيح على النص بأمر خارج بقولهم العلة للتوسل هو الدعاء !
وهذا القول لا يستقيم ابدا مع المرجحات التي تصحح من داخل النص .. ولا يصار الى خارجه الى اذا تعذر الوثوق من علة النص والا فهذا استدراك على الشرع في خلق علة لم يقلها وتحول النص من معقول المعنى بنص ثابت الى معقول المعنى بوهم صحة المعلول بالنص على القرائن او المفهوم وما يجري نحوها..
والعاقل لا يقول بذلك لان هذا من قبيل الاستدراك لذا تقدم العلة المنصوص عليه على الشبهة التي تجري على الحكم فهي لا تؤثر في ثبوت مشروعيته او عدمه ..
وهذا ما قاله علماء الاصول كالآمدي والغزالي ومن الحنابلة القاضي ابي يعلى ومن المعتزلة القاضي عبد الجبار.
وعليه فان الاصول تشهد لنا في جواز التوسل به ﷺ من خلال روايات صحيحة لحديث الضرير هذا وهي كالتالي ولان الاصول تقتضي ان يجري القياس على سنن القياس المتفق عليها لان ما كان متفقا عليه كان أبعد من الخلل !
ومبحثي في الترجيح وفق الاصول كالتالي :
الترجيح نص عام عمل به
الترجيح ما لا يقبل نسخا
الترجيح بما ثبت عليته بالنص
الترجيح بالعلة المقطوعة في النص
الترجيح بالوصف الثبوتي على علة غير موصوفة
الترجيح بالعلة التي تعم معلولها
الترجيح بعلة وان وافقها خبر ضعيف
الترجيح بالعلة التي يكون فيها الظن ضعيفا تسقط امام العلة التي يكون فيها الظن اقوى
وعليه نقول :
(1). ذهب الحشوية الى علة المناسبة وهي في سياق الحديث انه طلب الدعاء فالفوا من عقولهم ان النبي قصد به التوسل بدعائه
وهذا مدفوع اصلا كونه دعا له وعلمه فما فائدة التعليم اذا كان القصد الدعاء !!
(2). يرجح نص عام عمل به
بشاهد رواية عثمان بن الاحنف للصحابة الذين يفترض انه سألوه فافتى لهم بجواز التوسل بعد مماته فاخبارهم بما حصل يفيد التعلق الثبوتي في فعله او فعل من قال لهم سواء من الصحابة او التابعين ... والا ما نفع ان يذكره ويرويه بعد مماته وكيف لا وقد روى الطبراني بسند صحيح أنه رضي الله عنه علم رجلا أن يدعو بهذا الدعاء في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه،،!!
ولو كان فهم هذا الصحابي أن التوسل به صلى الله عليه وسلم خاص في حياته ماعلمه ذالك .
(3). يرجح ما لا يقبل نسخا
والشاهد انه يتفق مع الاصل الاول في الاسلام وهو القران بدليل الاية الكريمة
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا
فعطف طلب الاستغفار مع استغفار الرسول جرى مجرى الشرط باستخدام الاداة (لو) والحاصل ان جاواب الشرط هو لوجدوا الله توابا رحيما
(4). يرجح ما ثبت عليته بالنص
فالنص مقدم على اي مصدر تشريعي كان حتى الاجماع ان وجد مخالفا للنص!! او القياس والاستحسان والاستصلاح ... وهذا الاقيسة يفترض ان تكون في خدمة النص لا ان تتعسف باختلاف علة للنص !!
وكيف اذا علمنا ان علتة ثبتت بالاجماع كذلك فقد نقلنا المعتمد في المذاهب الاربعة اتفاقا على ذلك ولم يشذّ الا ابن تيمية كما هو معلوم وما حصل من محاكمة من علماء عصره سجن ومات في سجنه على تحريم زيارة الرسول لغرض التوسل به
ثبتت علية النص عند اهل السنة ولا ريب وتتضح مما يلي :
1. العلة المقطوعة في النص
تقدم العلة المقطوعة عن العلة المظنونة ان وجدت
وهنا الظنية هو الدعاء كما يدّعي الحشوية لانها مناسبة دفعت بتعليم النبي له وعدم اقتصاره على الدعاء كما بينت انفا
فالقياس الذي يكون مسلك علته مظنونا لا يقدم على علة موصوفة ومفسرة بالنص : فتسقط غلية الظن بغلبة الوصف على الرغم ان علة المناسبة التي يتحدث عنها الوهابية علة ضعيفة لا تؤخذ بالحسبان كما ذكرنا بقوة التعليم وعدم اقتصاره على الدعاء..!!
والعلة المقطوعة من النص
(بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهتُ بك)
[1]. الترجيح بالوصف الثبوتي على علة غير موصوفة
فاذا وصفت بموجود في الحال (نبيك .. وبك) تقدم على موجود في ثاني الحال ( هذا اذا اعتبرنا ان القياس بالمناسبة قوي هنا كما يدّعون والحق انه مدفوع بالتعليم من داخل النص)
وهنا العلة الموصوفة نبيك اي بسبب نبيك ووصفها بالرحمة
[2]. الترجيح بالعلة المفسرة :
مع ذكر اسمه تخصيص موصوف لكاف المخاطبة نبي(ك) و ب(ك) بنبيك ... وبك هي مفسرة للعلة ومقتضية لثبوته. وهذه العلة المفسرة تسقط العلة المجملة (طلبه الدعاء)!!
[3]. الترجيح بالعلة التي تعم معلولها
ولا يشك احد ان سيدنا وشفيعنا محمد بركته تعم على سائر الممكنات والمحدثات
1. بركته قبل خلق العالم : فقد ثبت ذلك حقيقة في حديث صحيح لولاه ما خلق العالم (سبق وقمنا بتخريج الحديث ومن صححوه من الحفاظ والمحدثين ) لما أصاب آدم الخطيئة, رفع رأسه فقال: يا رب بحق محمد إلا غفرت لي! فأوحي إليه: وما محمد؟ فقال: يا رب أنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلي عرشك فإذا عليه مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله ... (ولولاه ما خلقتك) . وقال ابن تيمية عقبه: ((فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة))! (مجموع الفتاي 151/2)
2. بركته بعد موته :ولا ينقطع بموته في حياته البرزخية لحديث صحيح صححه جمع من الحفاظ والمحدثين منهم (الحافظ العراقي في طرح التثريب 3/297) وقال إسناده جيد.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/24) رجاله رجال الصحيح. وصحح السيوطي كما في الخصائص 2/281)
حياتي خير لكم، و[مماتي] خير لكم تُحدثون ويُحَدَّثُ لكم.... وتعرضُ عليَّ أعمالكم، [فما وجدتُ خيراً، حمدتُ اللهَ.. وما وجدتُ غير ذلك استغفرتُ لكم.
[4]. ترجح علة وافقها خبر ضعيف
واذا قالوا انهم لا يصححون حديث الطبراني عن عثمان فان هذا يرد بالاصول ايضا
فالخبر الضعيف ليس ضعيفا في ذاته اذا شهد له الاصول وانما لعلة خارج النص من قبيل السند واغلب الضعف يكون مختلفا ....
[5]. العلة التي يكون فيها الظن ضعيفا تسقط امام العلة التي يكون فيها الظن اقوى
لو سلمنا لهم بذلك -جدلا- وكيف لا وهناك معاضدة واضحة وجلية لاية كريمة ....
اعتذر عن الاطالة وانما المقام يستدعي ....
.
كتبه : زياد حبوب ابو رجائي
#مجالس_المذاهب .. [782]
استكمالا للمنشور السابق عن حديث تعليم الضرير التوسل على الرغم انه طلب الدعاء من النبي ﷺ .....
وفي رد شبهات الحشوية عن اعتقاد اهل السنة في جواز التوسل بالنبي ﷺ حيا وميتا
اقول :
مع ان العلة للتوسل واضحة في حديث الاعمى وهي النبي ﷺ بحقيقته (الرحمة) الا ان الوهابية ارادوا اقحام الترجيح على النص بأمر خارج بقولهم العلة للتوسل هو الدعاء !
وهذا القول لا يستقيم ابدا مع المرجحات التي تصحح من داخل النص .. ولا يصار الى خارجه الى اذا تعذر الوثوق من علة النص والا فهذا استدراك على الشرع في خلق علة لم يقلها وتحول النص من معقول المعنى بنص ثابت الى معقول المعنى بوهم صحة المعلول بالنص على القرائن او المفهوم وما يجري نحوها..
والعاقل لا يقول بذلك لان هذا من قبيل الاستدراك لذا تقدم العلة المنصوص عليه على الشبهة التي تجري على الحكم فهي لا تؤثر في ثبوت مشروعيته او عدمه ..
وهذا ما قاله علماء الاصول كالآمدي والغزالي ومن الحنابلة القاضي ابي يعلى ومن المعتزلة القاضي عبد الجبار.
وعليه فان الاصول تشهد لنا في جواز التوسل به ﷺ من خلال روايات صحيحة لحديث الضرير هذا وهي كالتالي ولان الاصول تقتضي ان يجري القياس على سنن القياس المتفق عليها لان ما كان متفقا عليه كان أبعد من الخلل !
ومبحثي في الترجيح وفق الاصول كالتالي :
الترجيح نص عام عمل به
الترجيح ما لا يقبل نسخا
الترجيح بما ثبت عليته بالنص
الترجيح بالعلة المقطوعة في النص
الترجيح بالوصف الثبوتي على علة غير موصوفة
الترجيح بالعلة التي تعم معلولها
الترجيح بعلة وان وافقها خبر ضعيف
الترجيح بالعلة التي يكون فيها الظن ضعيفا تسقط امام العلة التي يكون فيها الظن اقوى
وعليه نقول :
(1). ذهب الحشوية الى علة المناسبة وهي في سياق الحديث انه طلب الدعاء فالفوا من عقولهم ان النبي قصد به التوسل بدعائه
وهذا مدفوع اصلا كونه دعا له وعلمه فما فائدة التعليم اذا كان القصد الدعاء !!
(2). يرجح نص عام عمل به
بشاهد رواية عثمان بن الاحنف للصحابة الذين يفترض انه سألوه فافتى لهم بجواز التوسل بعد مماته فاخبارهم بما حصل يفيد التعلق الثبوتي في فعله او فعل من قال لهم سواء من الصحابة او التابعين ... والا ما نفع ان يذكره ويرويه بعد مماته وكيف لا وقد روى الطبراني بسند صحيح أنه رضي الله عنه علم رجلا أن يدعو بهذا الدعاء في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه،،!!
ولو كان فهم هذا الصحابي أن التوسل به صلى الله عليه وسلم خاص في حياته ماعلمه ذالك .
(3). يرجح ما لا يقبل نسخا
والشاهد انه يتفق مع الاصل الاول في الاسلام وهو القران بدليل الاية الكريمة
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا
فعطف طلب الاستغفار مع استغفار الرسول جرى مجرى الشرط باستخدام الاداة (لو) والحاصل ان جاواب الشرط هو لوجدوا الله توابا رحيما
(4). يرجح ما ثبت عليته بالنص
فالنص مقدم على اي مصدر تشريعي كان حتى الاجماع ان وجد مخالفا للنص!! او القياس والاستحسان والاستصلاح ... وهذا الاقيسة يفترض ان تكون في خدمة النص لا ان تتعسف باختلاف علة للنص !!
وكيف اذا علمنا ان علتة ثبتت بالاجماع كذلك فقد نقلنا المعتمد في المذاهب الاربعة اتفاقا على ذلك ولم يشذّ الا ابن تيمية كما هو معلوم وما حصل من محاكمة من علماء عصره سجن ومات في سجنه على تحريم زيارة الرسول لغرض التوسل به
ثبتت علية النص عند اهل السنة ولا ريب وتتضح مما يلي :
1. العلة المقطوعة في النص
تقدم العلة المقطوعة عن العلة المظنونة ان وجدت
وهنا الظنية هو الدعاء كما يدّعي الحشوية لانها مناسبة دفعت بتعليم النبي له وعدم اقتصاره على الدعاء كما بينت انفا
فالقياس الذي يكون مسلك علته مظنونا لا يقدم على علة موصوفة ومفسرة بالنص : فتسقط غلية الظن بغلبة الوصف على الرغم ان علة المناسبة التي يتحدث عنها الوهابية علة ضعيفة لا تؤخذ بالحسبان كما ذكرنا بقوة التعليم وعدم اقتصاره على الدعاء..!!
والعلة المقطوعة من النص
(بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهتُ بك)
[1]. الترجيح بالوصف الثبوتي على علة غير موصوفة
فاذا وصفت بموجود في الحال (نبيك .. وبك) تقدم على موجود في ثاني الحال ( هذا اذا اعتبرنا ان القياس بالمناسبة قوي هنا كما يدّعون والحق انه مدفوع بالتعليم من داخل النص)
وهنا العلة الموصوفة نبيك اي بسبب نبيك ووصفها بالرحمة
[2]. الترجيح بالعلة المفسرة :
مع ذكر اسمه تخصيص موصوف لكاف المخاطبة نبي(ك) و ب(ك) بنبيك ... وبك هي مفسرة للعلة ومقتضية لثبوته. وهذه العلة المفسرة تسقط العلة المجملة (طلبه الدعاء)!!
[3]. الترجيح بالعلة التي تعم معلولها
ولا يشك احد ان سيدنا وشفيعنا محمد بركته تعم على سائر الممكنات والمحدثات
1. بركته قبل خلق العالم : فقد ثبت ذلك حقيقة في حديث صحيح لولاه ما خلق العالم (سبق وقمنا بتخريج الحديث ومن صححوه من الحفاظ والمحدثين ) لما أصاب آدم الخطيئة, رفع رأسه فقال: يا رب بحق محمد إلا غفرت لي! فأوحي إليه: وما محمد؟ فقال: يا رب أنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلي عرشك فإذا عليه مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله ... (ولولاه ما خلقتك) . وقال ابن تيمية عقبه: ((فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة))! (مجموع الفتاي 151/2)
2. بركته بعد موته :ولا ينقطع بموته في حياته البرزخية لحديث صحيح صححه جمع من الحفاظ والمحدثين منهم (الحافظ العراقي في طرح التثريب 3/297) وقال إسناده جيد.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/24) رجاله رجال الصحيح. وصحح السيوطي كما في الخصائص 2/281)
حياتي خير لكم، و[مماتي] خير لكم تُحدثون ويُحَدَّثُ لكم.... وتعرضُ عليَّ أعمالكم، [فما وجدتُ خيراً، حمدتُ اللهَ.. وما وجدتُ غير ذلك استغفرتُ لكم.
[4]. ترجح علة وافقها خبر ضعيف
واذا قالوا انهم لا يصححون حديث الطبراني عن عثمان فان هذا يرد بالاصول ايضا
فالخبر الضعيف ليس ضعيفا في ذاته اذا شهد له الاصول وانما لعلة خارج النص من قبيل السند واغلب الضعف يكون مختلفا ....
[5]. العلة التي يكون فيها الظن ضعيفا تسقط امام العلة التي يكون فيها الظن اقوى
لو سلمنا لهم بذلك -جدلا- وكيف لا وهناك معاضدة واضحة وجلية لاية كريمة ....
اعتذر عن الاطالة وانما المقام يستدعي ....
.
كتبه : زياد حبوب ابو رجائي
#مجالس_المذاهب .. [782]