يقول ابن تيمية - رحمه الله -: "وقد أثبت الله المشيئتين، مشيئة الله ومشيئة العبد، وبين أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب، ثم ذكر قوله تعالى: إن هذه تذكرة فمن شاء \تخذ إلى" ربه سبيلا 29 وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما 30 {الإنسان: 29 - 30}(14).
ويقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية وما تشاءون إلا أن يشاء الله: "لا يقدر أحد أن يهدي نفسه ولا يجد لنفسه نفعاً" "إلا أن يشاء الله..." "فالله أعلم. لمن يستحق الهداية، فييسرها له، ويقيض له أسبابها، ومن يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة... فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فمن يهده فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له"(15).
إلا أن أتباع المدرسة المادية يصرون على أن تكون مشيئة الله تابعة لمشيئة البشر، وهو فهم معكوس يخالف منهج أهل السنة ويؤيد منهج القدرية والمعتزلة.
ولو رجعنا إلى أقوال علماء التفسير الثقات للآية الكريمة التي جعلها جودت سعيد محور كتابه: حتى" يغيروا ما بأنفسهم لوجدنا تفسيره بعيداً كل البعد عن التفسير السليم والفهم الصحيح.
يقول ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: "فتأويل الكلام: إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم، حتى يغيروا ما بأنفسهم، لظلم بعضهم بعضاً، واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره"(16).
يلاحظ هنا أنه لا يوجد دليل في الآية على أنها تبحث في المشيئة، أو في الهدى والضلال، وأن التغيير محصور في التحول من الطاعات إلى المعاصي، فتكون العقوبة بالتغيير من النعمة إلى النقمة.
ويقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية وما تشاءون إلا أن يشاء الله: "لا يقدر أحد أن يهدي نفسه ولا يجد لنفسه نفعاً" "إلا أن يشاء الله..." "فالله أعلم. لمن يستحق الهداية، فييسرها له، ويقيض له أسبابها، ومن يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة... فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فمن يهده فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له"(15).
إلا أن أتباع المدرسة المادية يصرون على أن تكون مشيئة الله تابعة لمشيئة البشر، وهو فهم معكوس يخالف منهج أهل السنة ويؤيد منهج القدرية والمعتزلة.
ولو رجعنا إلى أقوال علماء التفسير الثقات للآية الكريمة التي جعلها جودت سعيد محور كتابه: حتى" يغيروا ما بأنفسهم لوجدنا تفسيره بعيداً كل البعد عن التفسير السليم والفهم الصحيح.
يقول ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: "فتأويل الكلام: إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم، حتى يغيروا ما بأنفسهم، لظلم بعضهم بعضاً، واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره"(16).
يلاحظ هنا أنه لا يوجد دليل في الآية على أنها تبحث في المشيئة، أو في الهدى والضلال، وأن التغيير محصور في التحول من الطاعات إلى المعاصي، فتكون العقوبة بالتغيير من النعمة إلى النقمة.