روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كان عمر يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا يعني بلالا»
وفي صحيح البخاري أيضا أن عمر قال لأبي بكر في السقيفة يوم البيعة ( بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قال الامام الخطابي في شرحه على سنن أبي داود ( وفيه بيان جواز أن يقول الرجل لرئيسه من الآدميين يا سيدي). عند الحديث :
عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : (مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت محموما فنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مروا أبا ثابت يتعوذ
قال فقلت: يا سيدي والرقية صالحة؟
قال لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة).
رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه والحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي
وحديث مطرف بن عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه - قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: أنت سيدنا، فقال: " السيد الله " فقلنا وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا. فقال: " قولوا قولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكمالشيطان» . رواه أحمد وأبو داود.
والجواب :
قال الخطابي: (قوله: السيد الله يريد أن السؤدد حقيقة لله عز وجل وأن الخلق كلهم عبيد له، وإنما منعهم فيما نرى أن يدعوه سيدا -مع قوله:" أنا سيد ولد آدم" وقوله لبني قريظة : "قوموا إلى سيدكم" يريد سعد بن معاذ- من أجل أنهم قوم حديث عهدهم بالإسلام وكانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة كهي بأسباب الدنيا وكان لهم رؤساء يعظمونهم وينقادون لأمرهم ويسمونهم السادات فعلمهم الثناء عليه وأرشدهم إلى الأدب في ذلك).
وهو منه صلى الله عليه وسلم تواضع مع ربه الذي هو السيد الحقيقي ولذلك لم يفهم السلف المنع من اطلاق السيد على غير الله تعالى