التفويض مذهب السلف في الصفات
قال الامام البغوي في شرح السنة :الإيمان بها فرض والامتناع عن الخوض فيها واجب فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم (التفويض)
وقال القاضي عياض :ما الذي جمع أهل السنة والحق كلهم على وجوب الامساك عن الفكر في الذات كما أمروا وسكتوا لحيرة العقل واتفقوا على تحريم التكييف والتشكيل.
قال الامام البغوي في شرح السنة :الإيمان بها فرض والامتناع عن الخوض فيها واجب فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم (التفويض)
وقال القاضي عياض :ما الذي جمع أهل السنة والحق كلهم على وجوب الامساك عن الفكر في الذات كما أمروا وسكتوا لحيرة العقل واتفقوا على تحريم التكييف والتشكيل.
كثيرا ما نجد ان السلفيين يشرحون الصفات الالهية بمقدمة عبارة الكيف مجهول ... بخلاف العبارة التي ثبت اسنادها :الكيف غير معقول ..! فما الفرق بين العبارتين وكيف ان مذهبهم من لوازمه التجسيم لله سبحانه وتعالى..
يحاول اتباع ابن تيمية البرهان ان السلف في الصفات مثبتون للصفات على حقيقتها ولكن الكيف يختلف عن كيفية الصفات في المخلوقات للاشتراك اللفظي في الصفات الالهية وصفات المخلوقات ..
لذلك تراهم يقدمون رواية مالك "والكيف مجهول" بسندها الضعيف على رواية "الكيف غير معقول" باسنادها الصحيح ولما ثبت عن ام سلمة رضي الله عنها
فجهالة الكيف تعني ان نثبت اليد والوجه واي صفة لله على انها حقيقة اي يد و وجه لكن لا نعرف كيف هذا الوجه لانه مجهول
اما السلف فيعترفون ان صفات الله هذه لا يمكن تصورها في عقلنا القاصر المحدود وجرت العرب على قول غير معقول بمعنى المستحيل او اعلى درجات الاستحالة لاننا لا يمكن ادراكها بعقولنا لذلك قالوا ان الكيف غير معقولّّ
قال ابن المديني (...وإن لم يُعلم تفسير الحديث ويبلغه عقله ، فقد كُفي ذلك ) اه أخرجه اللالكائي في شرح السنة 1/165
قال ابن المديني (...وإن لم يُعلم تفسير الحديث ويبلغه عقله ، فقد كُفي ذلك ) اه أخرجه اللالكائي في شرح السنة 1/165
وعليه يكون ان انسب ما يمكن ان تفسّر به هذه العبارة كون لا يمكن تصورها فاننا يجب ان نفوض امرها لله ونتركها بدون تفسير لان اي تفسير بحقه سبحانه وتعالى سيكون تجسيما له وينافي الاية المحكمة ليس كمثله شيء!
السلف يفرقون بين العلم بثبوت الصفة كمعانٍ وبين معرفة كيفيتها لانها فوق التصور العقلي والاستحالة في ذلك للوصول الى ذاته وصفاته عز وجلّ.
والقاعدة التي رددها الامام مالك رحمه عما ثبت عن ام سلمة رضي الله عنها اصبحت تأصيل لمذهب التفويض وهي تثبيت الصفة كمعان وعدم تثبيتها كأعيان كجوارح مثلما هي في المخلوقات كالانسان والحيوان -والعياذ بالله- لان الله سبحانه وتعالى لا يحاط به علما ولا يعرف ذاته او صفاته ..( الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة).
وأثر مالك هذا صححه جمع من الإئمة قال الحافظ بن حجر في الفتح (13/406) وإسناده جيد , وصححه الذهبي في العلو (ص103)
استعمل العرب الكيفية بمعنى الجسمية و التشخص
وحينئذ فالمنفي هو الكيف ذاته : وهو المراد بقول الإمام مالك أن الجسمية والتشخص غير معقوله في صفات رب العالمين وهي مرفوعة عنه سبحانه
(غير المعقول) تفيد ان ذلك التصور لا يمكن ان يتم لانه خارج عن دائرة وحدود العقل الذي خلقه الله للانسان فمهما تصورت الله ذاتا وصفاتا في بالك فالله ليس كذلك
لذلك روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك ؛ أنهم قالوا في هذه الأحاديث : أمروها بلا كيف . كما ذكرنا الرواية الصحيحة للإمام مالك انّ الكَيف غير معقول .. والفرق واضح كما بينا سابقا
جاء معنى هذا الأثر عن أم سلمة وابن عباس رضي الله عنهما وعن ربيعة الرأي رحمه الله
- أما أثر أم سلمة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164
( عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله الرحمن على العرش استوى
قالت الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والاقرار به إيمان والحجود به كفر ) اه
- وأما أثر ابن عباس :
ففي فتح القدير للشوكاني 2/ 307 قال :
( أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { استوى على العرش } الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود كفر ) اه
- وأما أثر ربيعة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164:( عن ابن عيينة قال سئل ربيعة عن قوله (الرحمن على العرش استوى )كيف استوى ؟
قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق )
وراه العجلي في الثقات 1/358:
بلفظ : ( قيل لربيعة بن أبي عبد الرحمن ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟قال : الاستواء منه غير معقول وعلينا وعليك التسليم ) اه
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح 3/30عن حديث النزول:
( ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم ).اه
قال سهل بن عبد الله التُّستري :
( العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث! نَصَبه الحق دلالة وعَلَماً لنا؛ لتهتدي القلوب به إليه. ولا تتجاوزه ولم يُكَلِّف القلوب علم مَاهِيَّة هُوِيَّته، فلا كيف لاستوائه عليه، ولا يجوز أن يقال : كيف الاستواء لمن أوجد الاستواء ؟ وإنما على المؤمن الرضى والتسليم ) اه (الذهبي في سير اعلام النبلاء 13/331)
والقاعدة التي رددها الامام مالك رحمه عما ثبت عن ام سلمة رضي الله عنها اصبحت تأصيل لمذهب التفويض وهي تثبيت الصفة كمعان وعدم تثبيتها كأعيان كجوارح مثلما هي في المخلوقات كالانسان والحيوان -والعياذ بالله- لان الله سبحانه وتعالى لا يحاط به علما ولا يعرف ذاته او صفاته ..( الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة).
وأثر مالك هذا صححه جمع من الإئمة قال الحافظ بن حجر في الفتح (13/406) وإسناده جيد , وصححه الذهبي في العلو (ص103)
استعمل العرب الكيفية بمعنى الجسمية و التشخص
وحينئذ فالمنفي هو الكيف ذاته : وهو المراد بقول الإمام مالك أن الجسمية والتشخص غير معقوله في صفات رب العالمين وهي مرفوعة عنه سبحانه
(غير المعقول) تفيد ان ذلك التصور لا يمكن ان يتم لانه خارج عن دائرة وحدود العقل الذي خلقه الله للانسان فمهما تصورت الله ذاتا وصفاتا في بالك فالله ليس كذلك
لذلك روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك ؛ أنهم قالوا في هذه الأحاديث : أمروها بلا كيف . كما ذكرنا الرواية الصحيحة للإمام مالك انّ الكَيف غير معقول .. والفرق واضح كما بينا سابقا
جاء معنى هذا الأثر عن أم سلمة وابن عباس رضي الله عنهما وعن ربيعة الرأي رحمه الله
- أما أثر أم سلمة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164
( عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله الرحمن على العرش استوى
قالت الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والاقرار به إيمان والحجود به كفر ) اه
- وأما أثر ابن عباس :
ففي فتح القدير للشوكاني 2/ 307 قال :
( أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { استوى على العرش } الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود كفر ) اه
- وأما أثر ربيعة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164:( عن ابن عيينة قال سئل ربيعة عن قوله (الرحمن على العرش استوى )كيف استوى ؟
قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق )
وراه العجلي في الثقات 1/358:
بلفظ : ( قيل لربيعة بن أبي عبد الرحمن ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟قال : الاستواء منه غير معقول وعلينا وعليك التسليم ) اه
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح 3/30عن حديث النزول:
( ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم ).اه
قال سهل بن عبد الله التُّستري :
( العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث! نَصَبه الحق دلالة وعَلَماً لنا؛ لتهتدي القلوب به إليه. ولا تتجاوزه ولم يُكَلِّف القلوب علم مَاهِيَّة هُوِيَّته، فلا كيف لاستوائه عليه، ولا يجوز أن يقال : كيف الاستواء لمن أوجد الاستواء ؟ وإنما على المؤمن الرضى والتسليم ) اه (الذهبي في سير اعلام النبلاء 13/331)