سألني أحد الأحباب حول رايي بالعالم ابن سينا ... العالم
نعم صحيح ... هو من هذه الناحية لا باس به لكن الاشكال الكبير الذي هو عليه ومعه باقي الفلاسفة الفارابي وابن رشد ... انهم قالوا بقدم العالم!! بصريح العبارة وهذه اصلا نوع من انواع الشرك بالله لانهم يعتقدون ان الله والعالم وجدا منذ الازل معا..وهنا الطامة الكبرى وهي كمن يقول مع لله شريك !! والخطورة هنا تكمن بالقول بقدم العالم انه يفهم منها ان الله لا يستطيع ان يفني العالم لان وجوده مرتبط به ووجود العالم مرتبط به!! فتصبح العبارة ان الاثنان محتاجين لبعض!! وهذا لا يقوله اهل السنة والجماعة...
وبنظرتهم قالوا بالقدم والازل للعالم ..!!
الان الاشكالية في نظري الشخصي ان ابن سينا والفلاسفة لم يتكلموا بهذا الا لانهم يريدون تنزيه الله ولم يقولوا بها كما فهمها الاخرون ...
يعني
اننا نحاسبهم باللوازم .. بلازم اقوالهم ...وكما ترى شرحي اعلاه هو تفنيد باللازم من قولهم
يعني هكذا يفهم !! وهم لم يقولوا بذلك تصريحا..
الاشكالية انهم فعلا ارادوا تنزيه الله وليس كما فهمه باللازم الاخرون
كيف اذن تنزيه الله ؟
قالوا لو قلنا بالعالم ليس بالقديم فاننا ننزع من الله صفات الخالقية
فكيف يكون الها وهو مسلوب الخالقية
لذلك هل صفة الخالق وجدت مع احداث الكون ام انها ازلية مع الله
هم يقولون مع الله ولم تحدث في نفسه لان عندهم كما هي ان صفات الله ازلية اي ان اسماء الله ناتجة اصلا من صفاته لذا لا بد ان تكون ازلية لان الصفات والاسماء هي ذات الله .. وينفون عنه الصفات الفعلية الطارئة
فبالتالي شنعوا على من يقول ان العالم ليس قديما لانهم اتهموهم انهم عطلوا صفة الخلق او فعل الخلق الازلي مع الله
طبعا كان رد اهل السنة والجماعة عليهم
اننا حددنا الصفات الازلية لله بسبعة صفات منها الارادة
كما قال الله اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون
لذلك ادرج اهل السنة الخلق وكل صفات الفعل تحت الصفة الكبرى لله وهي الارادة
وهنا خرجنا من هذا الاشكال
بعكس ابن تيمية فقد وقع في نفس الاشكال
لكنه قال ان القديم هو النوع الانساني
مثلا او اي جنس بينما الافراد هم محدثون
وكل ذلك حتى يتهرب من الزامه من سلب صفة الخلق من الله
فوقع بما وقع به ابن سينا وغيره
وكما ترى اسلم منطق لذلك هو قول اهل السنة الاشاعرة والماتريدية ان الارادة الازلية مع الله كما قال في القران هي التي تجعل المخلوقات والاعيان الممكنة منذ الخليقة لديها استعداد لقبول ارادة الله الفورية
انتهى!!
فتم تكفير ابن تيمية كما تم تكفير ابن سينا لهذه القناعات
وهي كما ترى لوازم اقوال!! فقط
يعني هم لم يصرحوا بها
وعليه فاني ان ابن سينا وابن تيمية وابن عربي ايضا ليسوا كفارا ويشفع لهم عندي شخصيا انهم ارادوا تنزيه الله كما قال الله ليس كمثله شيء ولكنهم وقعوا في بعض لوازم القول
واختلف المسلمون هل ان لازم المذهب مذهب فبعضهم قال لا والبعض قال نعم
ومن قال نعم انما سدا للذريعة من ان يفهم كذا وكذا من اي مسألة
اخي
كما قلت الاشكالية عند الصوفية امثال الشيخ الاكبر والحلاج وابويزيد ان الناس تحاسبهم بلوازم مذهبهم كما حاسبوا ابن سينا وابن تيمية .....