اعلم أن مذهب أهل السنة والجماعة إثبات كرامات الأولياء وأنها واقعة موجودة مستمرة في مر العصور ويدل عليه دلائل العقل فهي أمر يمكن حدوثه ولا يؤدي وقوعه إلى رفع أصل من أصول الدين فيجب وصف الله تعالى بالقدرة عليه وما كان مقدورا كان جائز الوقوع....
قال الإمام أبو المعالي إمام الحرمين الذي صار إليه أهل الحق جوار انخراق العادة في حق الأولياء وأطبقت المعتزلة على إنكار ذلك (بستان العارفين/النووي 364)
1. الكرامة فعل لا محالة وهو ناقض للعادة وتحصل في زمن التكليف على عبد تخصيصا له وتفضيلا
2. ليس بواجب على الخلق ولا على الولي العلم بأنه ولي
3. قال الامام القشيري : وإذا لم يكن لولي كرامة ظاهرة لم يقدح عدمها في كونه وليا
4. قال الامام ابن فورك : من الفرق بين المعجزات والكرامات أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مأمورون بإظهارها والولي يجب عليه سترها وإخفاؤها
5. وقد تكون بغير اختياره في غالب الأوقات
6. هل يجوز أن يعلم أنه ولي أم لا؟
فكان الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله يقول لا يجوز لأنه يسلبه الخوف ويوجب له الأمن
وكان االامام النووي و أبو علي الدقاق رحمه الله يقول بجوازه
7. قال الامام النووي : ليس ذلك بواجب في جميع الأولياء حتى يكون لكل ولي يعلم أنه ولي واجبا ولكن يجوز أن يعلم بعضهم ذلك كما لا يجوز أن يعلم بعضهم فإذا علم بعضهم أنه ولي كانت معرفته تلك كرامة له وانفرد بها
8. هل يجوز تفضيل الولي على النبي قلنا رتبة الأولياء لا تبلغ رتبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام للاجماع المنعقد على ذلك.
9. الفرق بين السحر والكرامة أن السحر لا يظهر إلا على فاسق قال وليس ذلك من مقتضيات العقل ولكنه ملقى من إجماع الأمة.
10. قال امام الحرمين : الكرامة وإن كانت لا تظهر على فاسق معلن بفسقه فلا تشهد بالولاية على القطع إذ لو شهدت بها لأمن صواحبها العواقب وذلك لم يجز لولي في كرامة باتفاق (بستان العرفين للنووي 362)
من كرامات الصحابة رضي الله عنهم
1. حديث أنس أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحدا حتى أتى أهله. أخرجه البخاري
هذان الرجلان عُباد بن البشر وأُسيد بن حضير
2. حديث أصحاب الغار الثلاثة الذين أووا إلى الغار فأطبقت صخرة عليهم بابه فدعا كل واحد منهم بدعوة فانفرجت عنهم الصخرة وهو مخرج في صحيحي البخاري ومسلم
3. حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في قصة جريج أنه قال للصبي الرضيع من أبوك قال فلان الراعي وهو مخرج في الصحيح
4. حديث أبي هريرة قال:) قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر (وفي رواية) قد كان فيمن قبلكم من بني إسرائيل يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء (رواه البخاري في صحيحه
5. الحديث المشهور في صحيح البخاري وغيره في قصة حبيب الأنصاري بضم الخاء المعجمة رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقول ابنة الحارث فيه والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وأنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول أنه لرزق الله رزقه خبيبا