حل وجه الاشكال في القصيدة
للذين استشكل عليهم عبارة الشاعر في ( وهو في كل النواحي لا يزول) كما في المنشور السابق عن العقيدة الصحيحة.....
فهو لا أيــــن ولا كيـــف له ** وهو رب الكيف والكيف يحول
وهو فوق الفوق لا فـوق له ** وهو في كل النواحـي لا يزول
وجه الاعتراض أتى من كونها قيلت بعد ذكر الجهة الفوق وفوق الفوق...
والحقيقة انها مشكلة لما يتبادر من ظاهرها عند القراءة لكنها تعود لقوله تعالى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}ثم اننا يمكن اخراجها من الظاهر بتأويلها كما يلي:
1. انها نفي للجهة واثبات عدم صحة هذا القول كون ان الشاعر قال لا فوق له.... فانه نفى جهة من الجهات فكيف يثبت ستة جهات!! (فوق -تحت-امام-خلف-يمين-يسار)
فنفي احداها لا يستقيم باطلاق لفظ كل!! لذلك فالشاعر لا يقصد به اثبات جهات!!2. ان النواحي لا تعني الجهة حصرا وان كان من معانيها الجهة فهي تشمل كما في القواميس:
فنفي احداها لا يستقيم باطلاق لفظ كل!! لذلك فالشاعر لا يقصد به اثبات جهات!!2. ان النواحي لا تعني الجهة حصرا وان كان من معانيها الجهة فهي تشمل كما في القواميس:
من الفعل نحى : والنَّحْوُ : القَصدُ والطَّرِيقُ ، يكون ظرفاً ويكون اسماً وتعني وجه من الوجوه وهو في الأَصل مصدر شائع أَي نَحَوْتُ نَحْواً كقولك قَصَدْت قَصْداً
وانْتَحَيْت لفلان أَي عَرَضْت له . ونقول ماذا في المسألة من ناحيتك أي من وجهة نظرك فهناك نصوص كثيرة جردت اللفظة من الجهة
وفي حديث حرام بن مِلْحان : فانْتَحَى له عامر بن الطُّفَيل فقَتَله أَي عَرَضَ له وقَصَد .
وفي الحديث : فانْتَحاه رَبيعَةُ أَي اعْتَمَدَه بالكلام وقَصَده .
ومنها معاني الناحية :
أ ) تَنَاوَلَ مَوْضُوعاً مُتَعَدِّدَ النَّوَاحِي :- اي الْمَجَالاَتِ
ب) تصرُّف سليم من الناحية القانونيّة : أي وجهة نظر قانونية
ج) هو في ناحيةِ فلان : أي في كنفه
د) وفي بعض كلام العرب : إِنَّكم لَتَنْظُرون في نُحُوٍّ كثيرة أَي في ضُروب
لذلك كما ترى لها اكثر من معنى ولا يقتصر على الجهة حصريا فيكون حملها في المعنى اللائق به سبحانه وتعالى
وهو في كل النواحي لا يزول أي:
وهو في كل الوجوه المقصودة والمجالات والضروب اي مهما ظننت انه موجود فانه موجود لا يزول...
والله اعلم..
.
رابط المنشور: https://goo.gl/RPFAub