وجه الله :
و (الوجه) قد ورد صلة واضافة مع اسم الله كثيرًا، كقوله:
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27]
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} [الإنسان: 9]
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
(1). قال الحسن البصري، ومجاهد وقتادة ومقاتل : اي: قبلة الله
والوجه والجهة والوجهة: القبلة. والعرب تجعل القصد الذي يتوجه إليه وجهًا
ونقل عن مجاهد والشافعي إن المراد بالوجه هنا الجهة
وكذا قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى
وشنع على من انه صفة ذاتية لله! قال في 3/ 193: من عدها في آيات الصفات فقد غلط كما فعل طائفة، فإن سياق الكلام يدل على المراد حيث قال: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} والمشرق والمغرب الجهات، والوجه هو الجهة، يقال: أي وجه تريده؟ أي: أي جهة .. ولهذا قال: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي: تستقبلوا وتتوجهوا والله أعلم. اهـ
(2). وقال الحشوية انها صفة لله تعني الوجه على حقيقة اللفظ وساق هذا الهراء السعدي في "تفسيره" ص 45 وابن عثيمين في "شرح العقيدة الواسطية" 1/ 289 وابن جبرين تهذيب تسهيل العقيدة ص 65
اما ابن خزيمة صاحب كتاب التوحيد فقد ثبت عنه انه تراجع عن الكتاب بعد ان اتهمه الشافعية فيه بالتجسيم حتى ان الامام الرازي سمى كتابه بدل كتاب التوحيد قال كتاب الشرك..
(3). اشترط الأصوليُّون لدلالة اللفظ على الحقيقة :
1. تخصيص اللفظ بإزاء المعنى عند الوضع وهنا ابتداء الوَضْع في اللغة لا توصَفُ بكونها حقيقية ولا مجازًا.
2. عدم قصد اللفظ للوضع الاول وإنما الاستعمالُ على التغليب فقد يتحقق للألفاظ مدلولات جديدة عن طريق العُرْف والشهرة فيدرك الأصوليون أثر الاستعمال والشيوع في تغيُّر المعنى وإفادته من اللفظ..
فايهما حقق قاعدة التنزيه يرجح على ما لم يحقق الكمال بكل وجه من الوجوه
(4). حقيقة الوجه في اللغة:
الوَجْهُ : ما يواجهك من الرأْس ، وفيه العينان والفم والأَنف
وهناك معانٍ اخرى وردت في لسان العرب :
1. الوَجْهُ : نفسُ الشيء وذاتُه
2. وَجْه البيت : واجِهته ؛ ما استقبلته منه أو كلُّ مكانٍ استقبلتَه
3. الوجه : فَعَلَ مَا فَعَلَ لِوَجْهِ اللَّهِ : لِمَرْضَاتِهِ