#الاستغاثة
رد شبهات الحشوية في حديث الاستغاثة برسول الله ﷺ
1. في الطبراني : عن عبادة، قال: قال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله ﷺ من هذا المنافق، فقال رسول الله ﷺ : «إِنَّهُ لا يُسْتَغَاثُ بِى، إِنَّما يُسْتَغَاثُ بالله - عزَّ وجَلَّ-»
2. في مسند احمد : .... «لَا يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ»
[ أولا ] . الحديث ضعيف فيه ابن لهيعة لذلك لا يحتج به ولضعف الدليل يسقط الاستدلال
وهذا وفق منهج المتاخرين فهو ضعيف..لانهم لا يقبلون بابن لهيعة !
وهذا ابن باز ضعفه في شرح كتاب التوحيد ص117
وضعفه في الفوائد العلمية من الدروس البازية (388/4)
والشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيق مسند أحمد : إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة وكذلك فعل الالباني
اضافة الى ان فيه رجل مجهول !!
وهذا على قواعدهم ضعيف !!
(2) وان كنا لا نقبل بحكمهم لمخالفته تصحيح النقاد المتقدمين لابن لهيعة كالامام احمد وثقه مطلقا لا قبل احتراق مكتبته او بعدها ... كما يفعل هؤلاء وقبول رواية الثقة عن مجهول ولو لم يذكره فهو في عداد المرسل المقبول المعتضد بطريقين
عن ابن لهيعة رجال ثقات
1. عند الطبراني عن سعيد ابن عُفَيْر وهو ثقة من رجال البخاري
2. عند احمد عن موسى بن داود وهو ثقة
لذلك فالحشوية هؤلاء خارج عن مخاطبتي والا سجلوا تناقضهم في الاستدلال بما يضعفونه!!
او ان يظهروا متناقضين فلهم الخيار !!
(3). وخطابي هنا موجه الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحاشيته في كتاب التوحيد لانه استشهد في الحديث متابعة للهيثمي .....
-----------------
[ ثانيا ] في رد الشبهة :
(1) من حيث الترجيح :
ان رواية احمد مقدمة على رواية الطبراني لعدة اسباب منها:
1. مصداق هذا كما فهمه الصحابة يرجع لحديث صحيح عند الترمذي واحمد :
"لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ"
فكان الرسول أحرص الناس على تطبيق سنته لقوله فيما سبق لهم : "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" وهو صحيح
فلا بعقل ان يخالف رسول الله سنته في ذلك
فكان يحثهم على عدم القيام
2. قال الهيثمي : هو في باب القيام ! . لذلك ليس له علاقة بالاستغاثة
(2) . من حيث الجمع بين الروايتين
لا يتعذر الجمع هنا بين الروايتين حتى لا نعطل رواية صحيحة عن رسول الله فتحمل الاولى على روايتها بالمعنى جمعا بين الروايتين
[ ثالثا ]. من حيث المعنى
ان لم تقبلوا بالجمع بين الروايتين ولم تقبلوا روايته بالمعنى ولم تقبلوا الترجيح !!
نقول لكم معنى الحديث ما لخصه شيخ الاسلام تقي الدين السبكي في شفاء السقام (ص 387) :-
1. أنّ هذا من الأحكام الشرعيّة التي لم ينزل الوحي بها، وأمرها إلى الله تعالى وحده، والنبيّ ﷺ أعرف الخلق بالله تعالى، فلم يكن يسأل ربّه تغيير حكم من الأحكام الشرعيّة، ولا يفعل فيها إلاّ ما يؤمر به، فيكون قوله: «لا يستغاث بي» عامّاً مخصوصاً ; أي لا يستغاث بي في هذا الأمر ; لأنّه ممّا يستأثر الله تعالى به.
2. لا شكّ أنّ من أدب السؤال أن يكون المسؤول ممكناً، فكما أنّا لا نسأل الله تعالى إلاّ ما هو في ممكن القدرة الإلهيّة، كذلك لا نسأل النبيّ ﷺ إلاّ ما يمكن أن يجيب إليه.
3. او ان مراد رسول اللهﷺ مسلك الأدب مع ربه :من باب قوله: «ما أنا حملتكم، ولكنّ الله حملكم» أي أنا وإن استغيث بي، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى، وكثيراً ما تجيء السنّة بنحو هذا من بيان حقيقة الأمر، ويجيء القرآن بإضافة الفعل إلى مكتسبه، كقوله «لن يُدخل أحداً منكم الجنّة عمله» مع قوله تعالى: {ادْخُلُوْا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وقال لعلّي: «لإن يهدي الله بك رجلا واحداً...».فسلك الأدب في نسبة الهداية إلى الله تعالى، وقد قال تعالى: } .انتهى
.
كتبه : زياد حبوب ابو رجائي