طلب مني بعض الأخوة على تبسيط محل الخلاف بيننا وبين مخالفي أهل السنة كالمعتزلة (الاباضية والشيعة) وبين المجسمة الحشوية
الفرق بين اهل السنة الاشاعرة وبينهم في رؤية الله
1. اننا نجتمع مع المعتزلة في التوافق في عدم ادراك ذاته المقدسة ونخالفهم في جواز الرؤية لأننا لا نسلم لهم ان الرؤية فرع عن الادراك وهو الاحاطة وضربنا لهم مثلا رؤية السماء ممكنة لكننا لا نحيط بها كلها فهي اكبر واوسع من تقييد بصرنا وتركيبة الشبكية والقرنية ... لأعيننا التي ينتهي قوة الابصار عند حد معين فاذا كان هذا في الشاهد فكيف في الخالق الذي هو أصلا ليس جسما ولوازمه المستحيلة عليه ... فالله مطلق في ذاته وصفاته ... فأنّى للمقيد ان يدرك المطلق !!
لذلك نقول اننا نرى الله يوم القيامة لكن لا ندركه بالابصار فيخلق الله الرؤية في العيون وادراكا في القلب نراه سبحانه وتعالى ونتلذذ برؤيته كما ثبت في السنة سبحانه وتعالى ...
واذا قال المتكلمون الاشاعرة بالابصار إنما يقصدون محل المألوف وهو العين في الشاهد. لا انها تقتصر على الأبصار بدليل قوله تعالى (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ )
وكما ترون لا يلزم من قولنا الجهة او الجسمية ولوازمها المستحيلة على الله لانه (ليس كمثله شيء)
2. اننا نجتمع مع الوهابية في الرؤية ونختلف معهم في الادراك . إذ من لوازم الرؤية الحقيقية التي يقولون بها ويثبتونها تقتضي الادراك والاحاطة وبالتالي لزمهم الجهة والجسم والمقابلة لله تعالى لانهم أجروا القياس بالأولى .. او قياس الشاهد على الغائب
وهذا ما قاله المبتدع المجسم تلميذ ابن تيمية ابن أبي العزّ الحنفي :
«ليس تشبيهُ رؤيةِ الله برؤية الشّمس والقمر تشبيهًا لله، بل هو تشبيهُ الرؤية بالرؤية، لا تشبيهُ المَرئي بالمرئي، ولكن فيه دليلٌ على علوِّ الله على خلقه، وإلاّ فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟! ومن قال: يُرى لا في جهةٍ فليراجِعْ عقلَه!! فإمَّا أن يكون مكابِرًا لعقله أو في عقله شيءٌ، وإلاّ فإذا قال: يُرى لا أمامَ الرائي ولا خلفَه ولا عن يمينه ولا عن يساره، ولا فوقه ولا تحته رَدَّ عليه كلُّ من سمعه بفطرته السليمة»«شرح العقيدة الطحاوية (1/ 219)
وهذا يثبت أن الرؤية والادراك عندهم مترادفات لا يفرقون بينهما وهو من أصولهم التجسيمية ! والعياذ بالله
واليكم الجدول التوضيحي التالي لتعلموا اين محل الخلاف بيننا وبين المعتزلة وبين الحشوية
فكما تشاهدون نحن قوم وسط بين الافراط والتفريط !!
رؤية الله تعالى في الموقف
أعظم الكرامات والتشريف يوم القيامة
وهذه لا تتم إلا للمؤمنين يوم الموقف قبل دخولهم الجنة
ويراه المؤمنون المسلمون ومؤمنو الديانات الاخرى وهذا القول الصحيح في مذهب اهل السنة الاشاعرة .
ومقابل الراجح الصحيح هذا قولان:
أحدهما: يراه كل كافر ، وثانيا : يراه المنافق دون الكافر، ثم يحجب عنهما حتى يزيد في حسراتهم على ما قدموا في الدنيا ..
والصحيح عند اهل السنة لا يراه أحد منهم مطلقا ..
لقوله تعالى {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}
.
والحمد لله على الاسلام والسنة