تعقيباً على منشور الشيخ ايمن حمدي
وهو شيخ الطريقة الاكبرية القائمة على اصول ابن عربي في مصر
مخالفات ابن عربي العقدية يجب الا تتابع من كائن من كان !!
لذلك وجب التنويه
كتبت له موقرا له حتى لا ندخل في مشاحنات من باب المناكفات
وأصررت عليه انه لا بد من الاعتراف ان الشيخ ابن عربي اخطأ في مسائل لم يخالف فيها اهل السنة فحسب بل خالف الامة الاسلامية كاملة في مسألة "انقلاب العذاب عذوبة" وانتهاء عذاب الكفار في النار ثم في مسألة ايمان فرعون او قولهم تحت كل كفر ايمان ...
قلت فيه :
اولا اعلم ايها الشيخ الفاضل اننا نحبكم في الله ونتفهم حبكم للشيخ ابن عربي وبالتالي الدفاع عنه حاصل تحصيل لهذا الحب لديكم ...
وتوجهون كلامه "تاويلا" بما يتماشى مع المنقول والمعقول
اقول :
.... ولأن بعض عبارات الشيخ ابن عربي لا تتحمل إلا ان تكون "ظاهرة" حتى يتم الاقرار بعدم احتمالية اختلاف الفهوم لها ، بل بعضها صريح ولا يتحمل ان يكون إلا " نصاً" وعليه فوجه القطع فيها لا مندوحة للانتقاد .. وأظنك لا يخفى عن مثلكم انتقاد الجنيد للحلاج في هذه المسائل كما اشتهر عنه -رحمهما الله-
وحتى بعض الصوفية تابعوا هذه المدرسة في العصر الحديث قاموا بتكفير الحلاج لذلك ومنهم الشيخ عبدالله الهرري الزعيم الروحي لجماعة الاحباش ...
وما لفت انتباهي في مقالكم
هو اتهامكم الى ثلة من العلماء من اهل السنة ممن يحاكمون نصوصا لابن عربي وفق هذه الضوابط والقواعد في علم العقيدة او بالاحرى مقارنة بين ما اتفق عليه اهل السنة (الذين هم كما تفضلت الاشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة والصوفية)
اقول :
وعلى ما يبدو من كلامكم انكم شملتم الصوفية وكأنها "مكوّن واحد" متفق على ما تقول به ..
وعلى ما يبدو لي انه آن الآوان لتفصيل هذا المسمى كما فصّل علماؤنا في تقسيم الحنابلة بين "فضلاء" وبين "مجسمة" مع احترام الاشاعرة للفضلاء فيما خالفوا فيه الاشاعرة في مسائل كذلك ، ولم يخرجوهم لهذه المسائل من اهل السنة ..لماذا ؟ لأنها انضبطت بالقواعد والاصول التي اتفق عليها منها مزج المنقول بالمعقول ... فرأى الفضلاء التمسك بالمنقول وامرار المشكلات كما جاءت دون التطرق لها كيفا او معنى وهذا في الحقيقة منهج الشيخ ابي الحسن الاشعري كذلك في اثبات الصفات بدون وصفها... مع ان نفي الكيف عنها يكفي كون الكيف فرع عن المعنى !! الا انهم اجمعوا على اقتران النفي الكيف والمعنى لسد الطريق على من يريد ان يثبت المعنى ويفوض الكيف كما فعل مجسمة الحنابلة وتبعهم الحشوية المعاصرة ..
ايها الشيخ الفاضل :
التفصيل في مسمى الصوفية هذا الذي نريد ايصاله لكم
الصوفية ليس كلها على قلب رجل واحد فيقول بما تقول !!
الصوفية تنقسم بالفهوم عن ابن عربي ..
وما دام هناك استشهاد بكلام ابن عربي من قبل هؤلاء فهذا يفتح الباب للاقرار لعلماء اهل السنة المتكلمين ان ينتقدوا كلام ابن عربي في هذا الصدد
لا حبا للانتقاد فهذا ليس من شيم العلماء إنما لتنقية المذهب مما قد يتسلل فيه من حقائق لا يقر بها اهل السنة المذكورون !!
فما دام محتمل المعنى بين هؤلاء وبينكم
فانه من هذا الوجه يحق للطرف الرابع "كما جاء في كلام الاستاذ د. الشيخ سعيد فودة" ان ينتقده ويبين الفهم الخاطيء المحتمل سواء كان ظاهرا محتملا او نصا قاطعا
لأجل البيان
فلو كان نصا قاطعا لما اختلفت فيه الفهوم يا شيخ ايمن
وقد ضربت لك امثلة في تعليقاتي سابقا عن خطورة هذا الكلام !! وإن أردت المزيد فلكثرته لا نريد ان ننشره لئلا يغترّ به بعض المتمصوفة ويظنون به خيرا !!
على منهج الامام احمد في ذم عمل المحاسبي في كونه ينشر الشبهة ثم يفندها فوجد الامام احمد رحمه الله ان ذلك يساهم في نشر هذه المقولات بين العوام فتخطفهم الشبهات ....
سيدي ؛
يجب التفريق بين الصوفية حتى لا يظن بنا الموافقة على ترهاتهم وهرطفاتهم ...
فمن أحب ان يؤوّل لابن عربي فلا بأس ، لكن يجب ان يؤوّل وفق قانون التاويل الذي اتفق عليه العقلاء من أصوليي هذه الامة ....
وكذلك لا يمنع الآخرين من انتقاده لاحتمالية النص في مخالفة العقيدة ولا أدلّ عليه شاهد ما ذهب إليه هؤلاء !! ولولا ذهابهم هذا لما اقتضى الامر الانتقاد ..
هكذا خذها بهذه الطريقة حتى لا تحمل الامر اكثر مما ينبغي
علماء اهل الكلام وعلى رأسهم فضيلة الشيخ العلامة الفهامة للمنقول والمعقول الشيخ سعيد فودة محق ولا ارى جدوى من الهجوم عليه ولا على تلاميذه مهما قالوا فهم يقدمون ما اتفق عليه اهل السنة (الاشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة وصوفية الجنيد) من اثبات للحقائق ...
والله الموفق لكل خير ...