أحصيت فيما احصيت من شروح السادة المالكية على رسالة ابن ابي زيد القيرواني في الباب الول الخاص بالعقيدة عدة مآخذ وقد عذره المالكية كونه كتب الرسالة الى المبتدئين فكانت لبساطتها في الالفاظ فضاقت العبارة
ومن هذه المآخذ :
المآخذ المالكية
1. قوله : وَمَنْ عَاقَبَهُ بِنَارِهِ أَخْرَجَهُ مِنْهَا بِإِيمَانِهِ . والذي عليه اهل السنة بسبب ايمانه ورحمة ربه لقوله × : لن يدخل الجنة أحد بعمله
2. قوله : لَيْسَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ابْتِدَاءٌ، وَلَا لِآخِرِيَّتِهِ انْقِضَاءٌ يوهم ان هناك ثمة قبله عدم وبعده عدم
3. قوله : لا يَبْلُغُ كُنْهَ صفتِهِ. وقوله وَلَا يَتَفَكَّرُونَ فِي مائية ذَاتِه . فالكنه والمائية لم تكن على زمن الصحابة والسلف وانما هي من مصطلحات المتكلمين اضافة انه يفهم من ظاهر النص ان له كنه لكن لا يعرف
4. قوله: (وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم) فقوله ،فيها، يشعر بتخصيص كرامتهم بالنظر في الجنة. وأنهم لا يرونه قبل دخولها . وقد ورد في السّنة ما يقتضي جواز وقوع الرؤية للمؤمنين في عرصات القيامة.
5. وأخذ عليه قوله وَالْمُقَدِّرُ لِحَرَكَاتِهِمْ والاصح وسكناتهم
8. وأخذ عليه أنه تَكَلَّمَ عَلَى إعَادَةِ الذَّوَاتِ وَسَكَتَ عَنْ إعَادَةِ أَعْرَاضِهَا والراجح هو اعادتها بهيئاتها واكوانها لورود ظاهر النص
9. اخذ عليه عند قوله فتنة القبور بأنه لا مفهوم لقوله "في قبورهم" فإن الميت يسأل وإن لم يقبر بل وإن تفرفت أجزاؤه
8. واخذ عليه قوله (يَكُونَ لِأَحَدٍ عَنْهُ غِنًى) انه لو قال "لشيء" بدل "لأحد" لكان أولى؛ لأنه أعم وهو أصح
9. واخذ عليه اطلاق لفظ "فوق العرش" والنص على العرش ردا على المعتزلة في قولهم ان الله في كل مكان
10. وأخذ عليه في قوله : (وَأَنْ لَا يُذْكَرَ أَحَدٌ مِنْ صَحَابَةِ الرَّسُولِ إلَّا بِأَحْسَنِ ذِكْرٍ. وَالْإِمْسَاكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثم قال : ( أَنْ يُلْتَمَسَ لَهُمْ أَحْسَنُ الْمَخَارِجِ)
قيل: هذا مما يناقض ما قبله؛ لأن التماس أحسن المخارج لهم في الوقائع فرع ثبوت الخوض في ذلك. وقد تقدم النهي عن الخوض في ذلك بقوله: والإمساك عما شجر بينهم
11. واخذ عليه قوله وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ( ) وَعَلَى آلِهِ( )( ) وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ قوله وصفا "نبيه" وكان الأولى وصف × "رسوله" لأن الرسالة أشرف من النبوة
12. وأخذ عليه في قوله: وإن المؤمنين يفتنون يشعر بأنْ الكفار لا يسألون. وقد ورد في الحديث ما يقتضي سؤال الكافرين
13. وأخذ عليه قوله: (قول باللسان وإخلاص بالقلب وعمل بالجوارح) . في موطن وفي موضع بداية الباب لم يشمل الأعمال في تعريف الايمان
وقد بيناه في موضعه جمعا بين الثلاثة مواضع في الرسالة فمنها قوله: (يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقص الأعمال) فيكون فيها النقص وبها الزيادة أشار إلى أنَّ نفس التصديق لا يقبل الزيادة ولا النقصان؛ لأنه إذا نقص صار شاكاً فانتفت حقيقة التصديق. وإِنّما الزيادة والنقصان فيما زاد على تصديق القلب لقوله: فيكون فيه النقص وبها الزيادة أي في الأعمال وبها
14. وأخذ عليه ولعلها أهم ما في الباب قوله ، وَأَنَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ الْمَجِيدِ بِذَاتِهِ ، والاشكال في هاء الضمير في لفظة ،بذاته، على من تعود لمظنة عودها على الله سبحانه وتعالى وهنا مكمن الاشكال وقد اعتذر له فيها إما انها دسيسة على الرسالة كما ثبت في كثير من كتب ومصنفات العلماء أو عوداً على العرش وأن صفة المجد التي اكتسبها قد اكتسبها من صفة الله عز وجل المجيد .
.
كتبه الدكتور زياد حبوب أبو رجائي
مجالس_المذاهب