كتاب فصوص الحكم .. (1)
شراح الكتاب اختلفوا واضطربوا في مسألة انقلاب العذاب عذوبة التي خالف فيها الشيخ ابن عربي عقيدة اهل السنة وقد انبرى له كثير من الصوفية
[1]. قال الشيخ علاء الدين المهائمي (835هـ) ، في خصوص النعم ص240
لأن الشرك لما كان ظلمًا عظيمًا كان إهمال العقوبة عليه مخلاً بالحكمة ، كيف وفيه تسوية المحسن بالمسيء !! لذلك خصصه باهل النار من الموحدين الذين سبق عليهم القول بالمشيئة لبدخول النار لمعاصيهم.....
[2]. و رد الشيخ العارف بالله يازجي اوغلو الكليبولي (855هـ) في شرحه فصوص الحكم ص141-142 :
(فكيف اجترى على ما يخالف الشرع قال أهل التفسير: العذاب ما يشق على الإنسان. قال الخليل العذاب ما يمنع الإنسان عن مراده؛ ومنه الماء العذاب لأنه يمنع العطش. على أن الجنة والنار والثواب والعذاب. لا يطلع عليها أحد إِلَا بالوحي الإلهي. والإعلام الرباني، فمن أين يعرفها العقل الإنساني أنها موجودة في عالم الغيب ومن أين عرف الشيخ أن العذاب من العذوبة مع أن هذا القول لم يقل به أحدٌ غيره من العلماء والعرفاء: فهل يصح تكذيب الله سبحانه وتكذيب رسله عليهم السّلام. وإبطال شرعه تعالى الله عما يقول لظالمون. وما شرعه إلا ما يتبعه العالمون.
ثم قال : فعلم أن قول الشيخ رحمه الله هاهنا "مكرٌ وفتنة واختبارٌ لقلوب الناس" أيضاً... (!!)
فهل يقول عاقل إن عذاب النار عذبٌ وفيها نعيم ولذة. فإنكار الضروريات سفسطة ، بل لا يكون فيها إلا أنواع البليّات لشرار البريّات أعاذنا الله تعالى وإياكم. من عذابه الأليم: ورضي الله عنا وعنكم بفضله العظيم) .انتهى
وكان هذا رد على من ثبت قول الشيخ ابن عربي وصححه كالشيخ داوود القيصري (751هـ) في مطلع خصوص الكلم ..سانشر شرح القيصري ورد الشيخ اليازجي عليه وتفنيده له ...
كتاب فصوص الحكم .. (2)
شراح الكتاب اختلفوا واضطربوا في مسألة انقلاب العذاب عذوبة التي خالف فيها الشيخ ابن عربي عقيدة اهل السنة وقد انبرى له كثير من الصوفية
[1]. قال الشيخ علاء الدين المهائمي (835هـ) ، في خصوص النعم ص240
لأن الشرك لما كان ظلمًا عظيمًا كان إهمال العقوبة عليه مخلاً بالحكمة ، كيف وفيه تسوية المحسن بالمسيء !! لذلك خصصه باهل النار من الموحدين الذين سبق عليهم القول بالمشيئة لبدخول النار لمعاصيهم.....
[2]. و رد الشيخ العارف بالله يازجي اوغلو الكليبولي (855هـ) في شرحه فصوص الحكم ص141-142 :
(فكيف اجترى على ما يخالف الشرع قال أهل التفسير: العذاب ما يشق على الإنسان. قال الخليل العذاب ما يمنع الإنسان عن مراده؛ ومنه الماء العذاب لأنه يمنع العطش. على أن الجنة والنار والثواب والعذاب. لا يطلع عليها أحد إِلَا بالوحي الإلهي. والإعلام الرباني، فمن أين يعرفها العقل الإنساني أنها موجودة في عالم الغيب ومن أين عرف الشيخ أن العذاب من العذوبة مع أن هذا القول لم يقل به أحدٌ غيره من العلماء والعرفاء: فهل يصح تكذيب الله سبحانه وتكذيب رسله عليهم السّلام. وإبطال شرعه تعالى الله عما يقول لظالمون. وما شرعه إلا ما يتبعه العالمون.
ثم قال : فعلم أن قول الشيخ رحمه الله هاهنا "مكرٌ وفتنة واختبارٌ لقلوب الناس" أيضاً... (!!)
فهل يقول عاقل إن عذاب النار عذبٌ وفيها نعيم ولذة. فإنكار الضروريات سفسطة ، بل لا يكون فيها إلا أنواع البليّات لشرار البريّات أعاذنا الله تعالى وإياكم. من عذابه الأليم: ورضي الله عنا وعنكم بفضله العظيم) .انتهى
وكان هذا رد على من ثبت قول الشيخ ابن عربي وصححه كالشيخ داوود القيصري (751هـ) في مطلع خصوص الكلم ..سانشر شرح القيصري ورد الشيخ اليازجي عليه وتفنيده له ...
كتاب فصوص الحكم .. (2)
(1). شدة الرد من الشيخ يازجي اوغلو الذي يشهر سيف السنة بوجه الشيخ داود القيصري محقق مذهب "الأكبرية" في مسألة انقلاب العذاب عذوبة للكفار في جهنم!!
(2). قلنا في المقدمة السابقة ان الشراح اضطربوا فيها لعظمة المخالفة ومما يلفت الانتباه ان الشراح كلهم من مشرب التصوف حتى لا يأتي معترض ويدّعي انها "مسألة ذوقية" التي يشهرها البعض لثني العلماء من تحرير وضبط المسألة في العلم النظري الذي يسير عليه المسلمون بقواعد وضوابط استنبطها العلماء "نقلا وعقلا"
(3). سأنقله على شكل حوار ليسهل متابعته على القراء :-
أولا : * قول الشيخ داود القيصري (الاكبري) (751هـ) في كتابه شرح لفصوص الحكم لابن عربي "مطلع خصوص الكلم ص360"
ثانيا : * رد الشيخ بازجي أوغلو (855هـ) عليه في كتابه شرح لفصوص الحكم ص141"
1. القيصري : جاء في الحديث: أن بعض أهل النار يتلاعبون فيها بالنار
والملاعبة لا تنفك عن التلذذ وإن كان معذباً لعدم وجدانه ما آمن به من جنة
الأعمال التي هي الحور والقصور.
2. يازجي : قوله يتلاعبون أنه ليس من اللعب بل هو كما ورد يتلاعنون من اللعن.
ولئن سلّم أنه من اللعب. فالمقصود منه استهزاء بعضهم لبعض أو استعارة كقول
العرب. تلاعبنا في القتال بالسيف والمطارق
3. القيصري : وأنواع العذاب غير مخلدة على أهله؛ من حيث إنه عذاب لانقطاعه بشفاعة الشافعين؛ وآخر من يشفع هو أرحم الراحمين؛ كما جاء في الحديث. لذلك ينبت الجرجير في قعر جهنم لانطفاء النار ، وارتفاع العذاب وبمقتضى "سبقت رحمتي غضبي". فظاهر الآيات التي جاءت في حقهم بالتعذيب؛. كلها حق.
وكلام الشيخ (ابن عربي) رحمه الله؛ لا ينافي ذلك. لأن كون الشيء من وجه عذابا لا ينافي كونه من وجه اخر عذبا.!!
4. يازجي : إنه كان كمن لم ينصفح بالتراكيب فقوله: من أعجب الأعاجيب؛ لأن
القول بانقطاع العذاب عن الكقّار
1- إنكار بالخلود والتأبيد
2- فهو رد للنصوص
3- وهو كفر صريح (!!)
مع أن الشفاعة خاصة لأهل الذنوب من المؤمنين.
وأما قوله صلوات الله عليه وسلامه: (سينبت في قعر جهنم الجرجير ولا ينبت الورد والفرفير )
فالمراد منه على ما قيل: خسّة حال جهنم وأهلها لا انطفاء النار؛ وإلا لزم نفي أبدية العذاب»
4- وهو قولٌ لم يقل به أحدٌ من الأنبياء.
- فحاشا سيّد الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. أن يكون في كلامه تناقض تعارض لشرائع الله تعالى
- وأما سبق الرحمة على الغضب. فمختص بالمؤمنين في الآخرة وليس له دليل قطعي على العمومات. !!
5- وما كلامه هذا إلا من الطامات.
ولا يزعمن الشطّار أنا ما شممنا العطّار وما فهمنا الأعراض، لكن شأننا من الشين الإعراض. والله ولي التوفيق. انتهى
.
.
والحمد لله على الاسلام والسنة