قال القاسم بن سلام رحمه الله : " هذه الأحاديث التي يقول فيها : ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره ، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها ، والكرسي موضع القدمين ، وهذه الأحاديث في الرواية هي عندنا حق ، حملها الثقات بعضهم عن بعض ، غير أنا إذا سئلنا عن تفسيرها : لا نفسرها ، وما أدركنا أحدا يفسرها "
رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" ( 2/ 198)،
وابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 149).
وقال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلاً حدثه قال سألت أبا عبد الله(احمد بن حنبل) عن الأحاديث التي تروى أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا وأن الله يرى وأن الله يضع قدمه وما أشبه هذه الأحاديث فقال أبو عبد الله نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى...)أهـ (تلبيس الجهمية(510/6).
وقال الاصبهاني (336 - 430 هـ) في كتابه (الحُجة في بيان المحجة 1/259)
(اجتمع الأئمة على أن [ تفسيرها قراءتها]، قالوا: أمروها كما جاءت )أهـ
اذن مذهب السلف "الامرار" اي ثابات اللفظ مجردا عن اي معنى معلوم سواء على الحقيقة او على المجاز
اي مجرد التلفظ بها والقيام بفعل القراءة (فقط)... أي: تفويض المعنى و تفويض الكيف
ثم يأتي الحشوية ويختارون المعنى الاول المتبادر للذهن عند القراءة على الرغم ان علماء النحو وجهابذة اللغة لم يعينوا معنى مجردا عن السياق ، فاللفظ محتمل لأكثر من معنى والذي يحدده هو سياقه في العبارة لان المعاني تطلب من السياق ولا تطلب مجردة ما دامت جاءت في عبارة وجملة مفيدة لا يفهم معناها إلا من سياقها في تلك الجملة !!
كما ان هؤلاء غير انهم مخالفون للسلف في عدم امرارها كما جاءت دون ترجيح احد المعاني على الاخر سواء المعنى الحقيقي او المجازي فانهم باختيارهم الحقيقي عطلوا المعاني الصالحة للمعنى من سياق العبارة كما وصف الله بها نفسه ..