السؤال : إذا كان كلامه تعالى صفة ذاتية له لازمة لذاته لا تفارقها فما بال موسى - عليه السلام - لم يسمعه قبل التكليم ولا بعده؟
فالجواب:
أن الله تعالى لما أراد إسماعه كلامه أزال الحجاب المانع من الاستماع فسمع، ثم لما سمع كلام ربه تعالى وذاق لذته أعاد الحجاب،
السؤال : إن قيل: نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - سمع كلام ربه تعالى بكلامه له ليلة الإسراء فلماذا خص موسى بالكليم دون نبينا - عليهما الصلاة والسلام -؟ ف
الجواب :
عن ذلك من وجوه: أحسنها طريق الأشعري وحجة الإسلام الغزالي أنه سمع كلام الله الأزلي بلا صوت ولا حرف كما ترى ذاته في الآخرة بلا كم ولا كيف، وقيل: سمعه بصوت من جميع الجهات على خلاف ما هو العادة، وقيل: أنه سمعه من جهة لكن بصوت غير مكتسب للعباد على ما هو شأن سماعنا بخلاف سماع نبينا بكلام ربه تعالى فإنه كان على وجه مخالف لذلك، والأظهر في الجواب أن يقال: إن موسى كان حين سماع كلام ربه في الأرض ونبينا كان في السماء، وسماع من في الأرض لمن في السماء لم يعهد لأحد سوى موسى، بخلاف سماع من في السماء لكلام ربه فإنه معهود أو لسماع موسى من كل جهة بلا واسطة
السؤال : فإن قيل: إذا كان كلام الله عبارة عن المعنى النفسي القائم بذاته المنزه عن الأصوات والحروف والتقدم والتأخر فبأي طريق علم موسى أن المسموع كلام الله؟
فالجواب
أن يقال: علمه موسى إما بوحي أو بخلق علم ضروري له علم به أن ذلك المسموع كلام ربه
العلامة النفراوي المالكي / (الفواكه الدواني 55/1)