اهل الحق الاشاعرة في باب الصفات انتظموها في تبويب الصفات الام الثلاث عشر وادرجوا تحتها باقي الصفات الفعلية ازالة لتوهم ناشيئ عن نقص يذهب العقل فيه وهذا محال على الله فيجب ان تكون الصفات خالية من اي نقص او وهم يطرأ على تلك الصفة
لم يعطل الاشاعرة اي صفة من صفات الله التي وصف الله بها نفسه وانما هذا افتراء وتدليس من الحشوية !!
والحق ان الاشاعرة ما قاموا الا لاثبات التنزيه لله من كل وجه فإن ظهر وجه في اللفظ او العبارة فيه نقص بجلاله تعالى قاموا بنفيه عن الله فهذا هو التوحيد والتنزيه الخالص من اي شائبة لذلك عمد الاشاعرة الى الصفات فجعلوها الصفات الأم التي لا شائبة فيها قد يتطرق لها احتمال عدم التنزيه ثم ألحقوا الصفات الخرى التي قد تنطوي على محذور قد يتطرق له العقل البشري فيذهب به الى ما لا يحمد في حق الله مثال صفة الخلق والشبهة والشائبة فيها ان الخالق لا يسمى خالقا الا بعد ان يخلق والله خالق منذ الازل فكيف يكون خالقا منذ الازل وهو كان ولا شيء غيره ! فالذهن ذهب الى نفي الخالقية عن الله قبل خلق العالم وهذه الشائبة وجب ان ننفيها عن الله لان خالقيته ازلية كذاته فقام التنزيه مقام ذلك بان رد صفة الخلق وهي من صفات الفعل له سبحانه الى صفة الام التي لا يوجد فيها شائبة كما ذكرت سابقا وهي القدرة ، فالقدرة صفة معنى لا كيف لها فلا محذور فيها وبالتالي قلنا ان الله قادر على الخلق ازلا وفي هذه العبارة انتفت الشائبة كليا وهي اكثر تنزيها فيما لو قلنا خالق من الازل ، حتى الماتريدية الحقوا هذه الصفة بصفة سموها التكوين فجاز عندهم القول بانه خالق منذ الازل ومع ذلك منع الامام الماتريدي ان يقال خالق بدون اي اضافة لان الشبهة التي قدرها الاشاعرة ما زالت قائمة فقال بالاضافة لمحو هذه الشبهة فلا يجوز عندهم القول المطلق بالخالق وانما خالق العالم او خالق الكون او خالق البشر فالقول انه خالق مجاز عندنا وفيه تسمح وتجوّز لذكرها في القران الكريم بهذا الاطلاق والتحقيق انه قادر على الخلق..
وهكذا كل صفات الافعال تجري على هذا المبدأ
اما الصفات التي فيها شائبة لازمة لا تنفك عنها فهي اضافات اضافها الله لنفسه كاليد والوجه والساق وكونها اعضاء واجزاء في المعنى الاول لها وباقي المعاني التي تطلب من السياق كما هي قوانين اللغة العربية التي نزل القران بها فله ما لها وعليه ما عليها وفق لسان العرب لها عدة معاني ، فالمعنى الاول بمعنى العضو والجارحة فيها تشبيه وتجسيم لله وهذا محال على الله وفق الاية العظيمة التي يسير عليها الاشاعرة "ليس كمثله شيء" فان الجوارح والاعضاء للمخلوفات فعلم ان الله مخالف للمخلوقات ولا يجوز قياس الشاهد على الغائب الا اذا خلا من نقص بحقه تعالى والا فلا
فمنهج الاشاعرة في هذه الصفات اما تفويض المعنى والكيف لعلم الله او القيام بتاويلها في معنى يتطلبه السياق كما جرت لغة العرب
والحمد لله على الاسلام والسنة