الكسب عند اهل السنة
وهو من تفرعات مسألة خلق أفعال العباد
الكسب نقصد به هو ما يقع به الـمقدور في محل القدرة من غير صحة انفراد العبد القادر به من حيث اقتران قدرة العبد بقدرة الله تعالى؛ أي: ارتباط وتعلق أو إرادة يقع الـمقدور، كالحركة متلبساً ومصحوباً به أي: أن قدرة العبد غير قابلة للتأثير او قابلة للتأثير في الفعل لكن منعها عن التأثير اجتماعها مع قدرته تعالى لان صفات الله لا تقبل الشريك !!
بمعنى أنه لولا تعلق قدرة الله تعالى بالفعل لأثرت قدرة العبد في إيجاده، لكن تعلق قدرة الله تعالى بالفعل حين تعلق قدرة العبد جعلت قدرة العبد غير مؤثرة فيه، فاختطفت قدرة الله تعالى الفعل واستبدت بالتأثير فيه لقوتها ولعدم قبولها الشريك والتبعيض سبحانه وتعالى وفق برهان التمانع مستندنا الاية الكريمة "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ ، فلـم يبقى لقدرة العبد شيء من التأثير.
وهذه قمة التوحيد ان لا ترى في الكون فاعلا الا الله سبحانه وتعالى وأن كل شيء مخلوق لله تعالى، وأن كل أمر هو حقا ويقينا أثر عن قدرته تعالى
قال في جوهرة التوحيد
وعندنا للعبد كسب كلفا به ولكن لا يؤثر فاعرفا
والكسب مقابل للخلق وهو "ما يقع به الـمقدور لا في محل قدرته" فإن مقدوره تعالى -وهو فعل العبد- غير واقع فيه تعالى بل واقع في العبد. فاي فعل يظهر من العبد هو مقدور الله فالله قدره بقدرته ولم يكن فيه للعبد الا الاختيار فان كان الفعل مما نهي عنه عاقبه الله كما اخبرنا وان كان اختيار الفعل مما امر الله فجزاه ثوابا ...
فقدرة الله كما اراد الله تجري دائما "عند"قدرة العبد لذلك لا تخلف لها ابدا ولولاها لما استطاع العبد فعل شيء سواء كان مؤمنا او كافرا فالله يمدنا بالقدرة ونحن نختار هل نفعل ام لا نفعل!! فان كان سيئا حوسبنا وان كان حسنا جوزينا ...
وفيه خلاف هنا قليل مع السادة الماتريدية لكن لا يؤثر في النتيجة الكلية للمسألة بانهم يقولون بما نقول ان افعال العباد مخلوقة لله