أول ما خلق الله تعالى الماء
ورجحه بدر الدين العيني ون رجب، فقد قال في عمدة القاري، شرح صحيح البخاري: وفي قوله: وكان عرشه على الماء، دلالة على أن الماء، والعرش كانا مبدأ هذا العالم؛ لكونهما خلقا قبل خلق السماوات والأرض، ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلا الماء.
لما روى أحمد، والترمذي مرفوعًا: إن الماء خلق قبل العرش، وروى السدي في تفسيره بأسانيد متعددة: أن الله تعالى لم يخلق شيئًا مما خلق، قبل الماء. اهـ.
وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة لما سأله: مم خلق الخلق؟ فقال له: "من الماء". يدل على أن الماء أصل جميع المخلوقات
كان في عماء
ما لا يقبله الأوهام, ولا تدركه الفطن والأفهام,
لا تدركه عقول بنى آدم ولا يبلغ كنهه الوصف والفطن.
عبر عن عدم المكان بما لا يدرك, ولا يتوهم, وعن عدم ما يحويه ويحيط به بالهواء, فإنه يطلق ويراد به الخلاء الذي هو عبارة عن عدم الجسم, ليكون أقرب إلى فهم السامع
قال الطيبي
قوله: ((ما تحته هواء وما فوقه هواء)) جاء تتميمًا وصونا لما يفهم من قوله: ((في عماء)) من المكان فإن الغمام المتعارف محال أن يوجد بغير هواء فهو نظير قوله: ((كلتا يديه يمين)) على ما سبق، فالجواب من الأسلوب الحكيم، سئل عن المكان فأجاب عن أن لامكان، يعني إن كان هذه مكانًا فهو في مكان، وهو إرشاد له في غاية اللطف.
قال السندي
ويكون حاصل الجواب الإرشاد إلى عدم المكان وإلى أنه لا أين ثمة فضلا عن أن يكون هو في مكان
قال القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْمُنِير وَجه الاشكال فِي الحَدِيث الظَّرْفِيَّة والفوقية والتحتية قَالَ وَالْجَوَاب ان فِي بِمَعْنى على وعَلى بِمَعْنى الِاسْتِيلَاء أَي كَانَ مستوليا على هَذَا السَّحَاب الَّذِي خلق مِنْهُ الْمَخْلُوقَات كلهَا وَالضَّمِير فِي فَوْقه يعود الى السَّحَاب وَكَذَلِكَ تَحْتَهُ أَي كَانَ مستوليا على هَذَا السَّحَاب الَّذِي فَوْقه الْهَوَاء وَتَحْته الْهَوَاء وروى بِلَفْظ الْقصر فِي عمى وَالْمعْنَى عدم مَا سواهُ كَأَنَّهُ قَالَ كَانَ لم يكن مَعَه شَيْء بل كل شَيْء كَانَ عدما عمي لَا مَوْجُودا وَلَا مدْركا والهواء الْفَرَاغ أَيْضا الْعَدَم كَأَنَّهُ قَالَ كَانَ وَلَا شَيْء مَعَه وَلَا فَوق وَلَا تَحت