وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة
ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان االله فما رعوها حق رعايتها*فآتينا الذين آمنوا منهم أجـرهم....
المدح في الاية : اخبر الله عن بني اسرائيل ابتداعهم للرهبانية لم يكتبها الله عليهم وتم قبولها منهم على ان يراعوها حق رعايتها
والشاهد:
1. إلا ابتغاء رضوان االله حيث نـص على صحة قصدهم من هذه البدعة وإخلاصهم فيها
2. فآتينا الذين آمنوا منهم أجـرهم...
فهذا نص من االله سبحانه وتعالى على أنه قد أثاب الـذين رعوهـا حق رعايتها وأثابهم أجرهم، وهذا دليل قبول منهم ورضاً بفعلهـم.
الذم : فما رعوها حق رعايتها والذي تدل عليه ظاهراً ذم عدم رعاية ما التزموه
ذهب عامة المفسرين إلى أن االله سبحانه وتعالى قد رضي منهم هذه البدعة، وأمرهم بالدوام عليهـا وعـدم تركها،وجعلها في حقهم كالنذر الذي من ألزم نفسه به فعليه القيام به، وعدم تركه والتهاون فيه
انظر تفسير الفخر الـرازي (29/245) و الآلوسي (294/15) و وابن عاشور تفسيره التحرير والتنوير (423/27) والطبري (241/27) والقرطبي(17/264)
وخالف ابن كثير رحمه الله جمهور المفسرين
قال الإمام القرطبـي رحمـه االله تعـالى (264/17) :وهذه الآية دالة على أن كل محدثة بدعة، فينبغي لمن ابتدع خيراً أن يدوم عليه
ولا يعدل عنه إلى ضده فيدخل في الآية.
مفهوم الاية:
* إحداث النصارى لبدعة الرهبانية من عند أنفسهم.
* عدم اعتراض القرآن على هذا الإحداث، فليس في الآية - كمـا قال الرازي والألوسي - ما يدل على ذم البدعة.
* لوم القرآن لهم بسبب عدم محـافظتهم علـى هـذه البدعـة
الحسنة: فما رعوها حق رعايتها واللوم غير متجه للجميع، علـى
تقدير أن فيهم من رعاها