العذر بالجهل
{وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} وقال {ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا} والله سبحانه استجاب هذا الدعاء، فقال: (فقد فعلت) رواه مسلم
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه) صحيح رواه ابن ماجة وابن حبان
قال ابن حجر: المخطئ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، ..والخاطئ من تعمد الخطأ. فتح الباري(160/5)
قال ابن رجب: " الخطأ هو أن يقصد بفعله شيئاً، فيصادف فعله غير ما قصده، ... والأظهر - والله أعلم - أن الناسي والمخطئ إنما عفي عنهما، بمعنى: رفع الإثم عنهما، لأن الإثم مرتب على المقاصد والنيات" جامع العلوم والحكم ص375
مسألة العذر بالجهل من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، من أجل ايقاع الحكم على الشخص المعين
قد يتفق على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر لكن الفاعل ليس بكافر!! لانه قد يكون على هذا المكفر ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام ..وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً
لذلك يرى اهل السنة والجماعة أنهم يخطّئون ولا يكفّرون.
(1) قال الشافعي "لله أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه أمته، لا يسع أحداً من خلق الله قامت عليه الحجة ردّها. . . فإن خالف أحد ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، وأما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل" (سير أعلام النبلاء 10/ 80)
(2) قال الهيتمي في الاعلام بقواطع الاسلام عن مذهب الشافعي:
(بل مذهبنا ..... فإنه عندنا يعذر إن قرب إسلامه أو نشأ بعيداً عن العلماء)
(3) قال ابن عبد البر في المغني 8/131 "فإن كان ممن لا يعرف الوجوب ... لم يحكم بكفره"
(4) قال ابن حزم: " ولا خلاف في أن امرءاً لو أسلم.... ولم يبلغه حكم الله تعالى لم يكن كافراً بلا خلاف يعتد به)أهـ المحلى(206/11)
وقال :(ليس كل ضلال كفراً، ولا فسقاً إلا إذا كان عمداً، وأما إذا كان من غير قصد فالإثم مرفوع فيه كسائر الخطأ) الاحكام (652/2)
(5) قال ابن العربي: "الجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً، فإنّه يعذر بالجهل والخطأ )أهـ محاسن التاويل(220/5)
(6) قال القاضي عياض عند حديث رواه مسلم(..قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح): ما قاله الإنسان من مثل هذا في حال دهشته وذهوله لا يؤاخذ به "
صدر من هذا الرّجل وهو غير ضابط لما قاله، لما ناله من السّرور ببلوغ ما لم يخطر بباله, فلم يضبط لسانه دهشاً وفرحاً
(7) قال ابن حجر عند حديث : ( أنت عبدي وأنا ربّك )... وأظهر الأقوال أنّه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه حتّى ذهب بعقله لما يقول, ولم يقله قاصداً لحقيقة معناه، بل في حالة كان فيها كالغافل والذّاهل والنّاسي الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه) فتح الباري (523/6)
(8) قال السبكي: عند قول الله تعالى: {إنّ ذلكم كان يؤذي النّبيّ}: فهذه الآية في ناس صالحين من الصحابة، لم يقتض ذلك الأذى كفراً، وكل معصية ففعلها مؤذي، ومع ذلك فليس بكفر)أهـ فتاوي السبكي(591/2)
(9) قال الشوكاني :(فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشرك لا سيما مع الجهل بمخالفتها لطريقة الإسلام، ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر، ولا اعتبار بلفظ تلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه)أهـ السيل الجرار (578/4)
(10) قال أبو حامد الغزالي: "ولم يثبت لنا أن الخطأ في التأويل موجب للتكفير) الاقتصاد في الاعتقاد ص223
(11) قال ابن الوزير عند حديث ( الذي أمر بحرق جسده بعد موته خشية من الله) :(وهذا أرجى حديث لأهل الخطأ في التأويل) إيثار الحق على الخلق (394)
(12) قال السيوطي في الاشباه والنظائر ص 188: "اعلم أن قاعدة الفقه أن النسيان والجهل مسقط للإثم مطلقًا)أهـ
هناك نصوص تدل على العذر بالجهل، كالمسيء صلاته لم يطلب منه إعادة تلك الصلوات السابقة التي صلاها كما في حضرة سيدنا النبي وقال له كانك لم تصل!!!، ومثله المستحاضة حيث كانت تتوهم أنها حيض، فجاءت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهي تشكو أنها حبستها عن الصلاة والصيام، ولم يطلب منها الرسول فعل الصلوات التي تركتها....وكثير من النصوص
أعجبني ·
(12) قال السيوطي في الاشباه والنظائر ص 188: "اعلم أن قاعدة الفقه أن النسيان والجهل مسقط للإثم مطلقًا)أهـ
هناك نصوص تدل على العذر بالجهل، كالمسيء صلاته لم يطلب منه إعادة تلك الصلوات السابقة التي صلاها كما في حضرة سيدنا النبي وقال له كانك لم تصل!!!، ومثله المستحاضة حيث كانت تتوهم أنها حيض، فجاءت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهي تشكو أنها حبستها عن الصلاة والصيام، ولم يطلب منها الرسول فعل الصلوات التي تركتها....وكثير من النصوص
أعجبني ·