#أيام_كنا_عظماء
سَار نور الدّين إِلَى حصن أفامية قرب حماة حصن منيع على تل مُرْتَفع عَال من أحصن القلاع وأمنعها وَكَانَ محتلا من الصليبيين ومن بِهِ من الفرنج يغيرون على مدينة حماة وبنهبونها فَجعلوا أهلها تَحت الذل وَالصغَار
فَسَار نور الدّين إِلَيْهِ وحصره وضيق عَلَيْهِ وَمنع من بِهِ الْفرار لَيْلًا وَنَهَارًا وتابع عَلَيْهِم الْقِتَال ومنعهم الاسْتِرَاحَة ليتعبهم ...
فاجتمعت الفرنج من سَائِر بلادها وَسَارُوا نَحوه ليزحزحوه عَنْهَا فَلم يصلوا إِلَيْهِ إِلَّا وَقد ملك الْحصن وملأه ذخائر من طَعَام وَمَال وَسلَاح وَرِجَال وَجَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ
[ فَلَمَّا بلغه قرب الفرنج سَار نحوهم ... فحين رَأَوْا جَدّه فِي لقائهم رجعُوا وخافوا واجتمعوا ببلادهم وَكَانَ قصارى همهم أَن صالحوه على مَا أَخذ....(!!)
قال الشاعر القيسراني فيه:
هذى العزائم لَا مَا تدعى القضب ... وَذي المكارم لَا مَا قَالَت الْكتبُ
وَهَذِه الهمم اللاّتي مَتى خَطبت ... تعثرت خلفهَا الْأَشْعَار والخطب
أَفعاله كاسمه فِي كل حَادِثَة ... وَوَجهه نَائِب عَن وَصفه الّلقبُ
أنباء ملحمـةٍ لَو أَنَّهَا ذكرت ... فِيمَا مضى نسيت أَيَّامهَا الْعَرَبُ
(الروضتين لابي شامة( 217/1))