عقيدة أهل السنة فيمن يثبت الجهة لله تعالى :
المذهب الحنفي:
- قال زينِ الدِّين ابنِ نُجَيْمٍ الحنفيِّ : عند ذكرِه أحكامَ المرتدِّين ما نصُّه : ( ويَكْفُرُ إذا وَصَفَ الله تعالى بما لا يليقُ به كالجهلِ والعجزِ ويكفرُ بإثباتِ المكان لله تعالى، ويكفرُ بقوله :” يجوزُ أنْ يفعلَ الله فِعْلًا لا حكمةَ فيه ” ..”ا.هـ. ((البحر الرَّائق شرح كنز الدَّقائق)/باب أحكام المرتدِّين5/129)
- قال الامام النسفي الحمفي : والله تعالى نَفَى المماثلةَ بينَ ذاتهِ وبينَ غيرِه من الأشياء، فيكونُ القولُ بإثباتِ المكانِ له رَدًّا لهذا النصِّ المُحْكَم { ليس كَمِثْلهِ شيء } الذي لا احتمالَ فيه لوجهٍ ما سوَى ظاهرِه، ورادُّ النصِّ كافر، عَصَمَنَا الله عن ذلك “ا.هـ.. (تبصرةَ الأَدلَّة في أُصُولِ الدِّين)1/169)
- قال الفقيهُ الشَّيْخُ عبدُ الغنيِّ النَّابُلُسِيُّ في كتابهِ (أسرارِ الشَّريعة) :” مَنِ اعتقدَ أنَّ اللـهَ ضَوْءٌ مَلأَ السَّمَاواتِ والأرضَ أو أنه جسمٌ قاعدٌ فوقَ العرشِ فقد كَفَرَ وإنْ زَعَمَ أنه مسلم
- قال العلامة ابن عابدين : اللَّهُ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ عَالِمٌ لَوْ أَرَادَ بِهِ الْمَكَانَ كَفَرَ (رد المحتار على الدر المختار 719/3)
المذهب الحنبلي :
- قال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ رضيَ الله عنه :” مَنْ قال إنَّ الله جسمٌ لا كالأجسامِ فهُوَ كافر ” .. رَوَاهُ الحافظُ بدرُ الدِّينِ الزَّرْكَشِيُّ (تشنيفِ المسامع 4/648)
- قال الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ بدرِ الدِّينِ بنِ بلبانَ الدِّمَشْقِيُّ الحنبليُّ : مَنِ اعتقدَ أو قال إنَّ الله بذاتهِ في كُلِّ مكانٍ أو في مكانٍ فهو كافر (مختصرِ الإفادات ص 489)
المذهب الشافعي
- ثبت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه إمامنا امام المذهب الشافعي انه قال : "إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته" اهـ (إتحاف السادة المتقين 2/ 24)
- قال ابن حجر العسقلاني : قَالَ ابن بَطَّالٍ غَرَضُ الْبُخَارِيِّ فِي هَذَا الْبَابِ الرَّدُّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ الْمُجَسِّمَةِ فِي تَعَلُّقِهَا بِهَذِهِ الظَّوَاهِرِ وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِجِسْمٍ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مَكَانٍ يَسْتَقِرُّ فِيهِ فَقَدْ كَانَ وَلَا مَكَانَ وَإِنَّمَا أَضَافَ الْمَعَارِجَ إِلَيْهِ إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ وَمَعْنَى الِارْتِفَاعِ إِلَيْهِ اعْتِلَاؤُهُ مَعَ تَنْزِيهِهِ عَنِ الْمَكَانِ انْتَهَى”.(الفتح 355/14)
- ثال امام اهل السنة أبو الحسن الأشعري قال رحمه الله تعالى في كتاب " الإبانة " وأن الله استوى على العرش على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده استواء منزهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال (شرح البيجوري على جوهرة التوحيد 128/2 الشاملة)
- قال القزويني : ولو قال: لا إله إلا ساكن السماء، لم يكن مؤمنا، وكذا لو قال: إلا الله ساكن السماء؛ لأن السكون غير جائز على الله سبحانه وتعالى (العزيز شرح الوجيز 119/11)
- قال الامام النووي : ولو قال: لا إله إلا ساكن السماء، لم يكن مؤمنا، وكذا لو قال: لا إله إلا الله ساكن السماء ; لأن السكون محال على الله تعالى ( روضة الطالبين 85/10)
المذهب المالكي :
- الإمام القرطبي المالكي : ” وَوَصْفُهُ بِالْعُلُوِّ وَالْعَظَمَةِ لَا بِالْأَمَاكِنِ وَالْجِهَاتِ وَالْحُدُودِ لِأَنَّهَا صِفَاتُ الْأَجْسَامِ. وَإِنَّمَا تُرْفَعُ الْأَيْدِي بِالدُّعَاءِ إِلَى السَّمَاءِ لِأَنَّ السَّمَاءَ مَهْبِطُ الْوَحْيِ، وَمَنْزِلُ الْقَطْرِ، وَمَحَلُّ الْقُدُسِ، وَمَعْدِنُ الْمُطَهَّرِينَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَإِلَيْهَا تُرْفَعُ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، وَفَوْقَهَا عَرْشُهُ وَجَنَّتُهُ، كَمَا جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ قِبْلَةً لِلدُّعَاءِ وَالصَّلَاةِ، وَلِأَنَّهُ خَلَقَ الْأَمْكِنَةَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْتَاجٍ إِلَيْهَا، وَكَانَ فِي أَزَلِهِ قَبْلَ خَلْقِ الْمَكَانِ وَالزَّمَانِ. وَلَا مَكَانَ لَهُ وَلَا زَمَانَ. وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ ( الجامع لأحكام القرءان 141/18) وقال : أي وهو الله المعظم أو المعبود – أي بحق – في السمــوات وفي الأرض” ثم يقول: “والقاعدة تنزيهه جلّ وعزّ عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة“.(المجلد الثالث عند تفسير اية وَهُوَ الله فِي السَّمَـــوَاتِ وَفِي الأَرْض)
- وقال في تفسيره لقول الله تعالى : { وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} : ” الْقَهْرُ الْغَلَبَةُ، وَالْقَاهِرُ الْغَالِبُ “. ثم يقول: ” وَمَعْنَى (فَوْقَ عِبادِهِ) فَوْقِيَّةُ الِاسْتِعْلَاءِ بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ عَلَيْهِمْ، أَيْ هُمْ تَحْتَ تَسْخِيرِهِ لَا فَوْقِيَّةَ مَكَانٍ، كَمَا تَقُولُ: السُّلْطَانُ فَوْقَ رَعِيَّتِهِ أَيْ بِالْمَنْزِلَةِ وَالرِّفْعَةِ “. (الجامع لاحكام القران ، 3/ ٢٥٧)
- قال محمد ميارة : لم يزل بأسمائه وصفات ذاته لا شبيه له في ذاته ولا يصفاته ولا في أفعاله منزه عن الجهة والجسمية وصفاتهما ولوازمهما وكل سمة نقص أولا كمال فيها (الدر الثمين والمورد المعين 101/1)
- قال العدوي : وهو سبحانه منزه عن المكان(حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني 57/1)