السؤال : دكتور اذا تكرمت..ورد في كتابكم مسائل في العقيدة الجهة والاستواء قول الامام ابو حنيفه من قال: لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر ..
ما هو الشرح والمثال لم افهم!
الجواب : أجاب عنه الإمام ابن عبدالسلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص 271 قال: من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض كفر، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه. ا هـ.قال القاري: ولا شك أن ابن عبدالسلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد على نقله لا على ما نقله شارح الطحاوية ....مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد.
ووقال الكوثري في تعليق على الفقه الاكب لابي حنيفة :
لان الله تعالى قال: الرحمن على العرش استوى. فإن قال: أنه تعالى على العرش استو ى. ولكنه يقول: لا أدري العرش في السماء أم في الأر ض، قال ابو حنيفة هو كافر لأنه أنكر كون العرش في السماء لأن العرش في أعلى عليين (و لا وجود لهذين التعليلين في رواية أبي الليث و غيرهما من أصحابنا الاحناف، على أنه ليس فيهما إثبات مكان له تعالى و إنما فيهما إثبات استوائه تعالى على العرش استواء يليق بجلاله كما هو معتقد أهل الحق،
وكأن القائل جوّز إثبات المكان له تعالى فأخذ يتحرى مكانا له في السماء و الأرض. و هذا جهل بالله و كفر به عند أبي حنيفة، لأن التجويز في حكم التنجيز في باب المعتقد، و من أثبت له مكانا حسيا فما زال عابدا للصنم تعالى الله عن جهالات الجاهلين -
ان الاثر عن ابي حنيفة نقله ابو مطيع وهو كذاب عند المحدثين ومع ذلك لو فرضنا صحته : تامل سباكة الكلام وان الضمير يعود على العرش لا على الله!! كما طار به ابن تيمية ...
قال : (وعرشه فوق سبع سماواته. فقلت: إنه يقول: على العرش استوى، ولكن لا يدري العرش في السماء أو في الأرض، فقال: إذا أنكر [ أنه ] في السماء كفر؛ لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل ) والعبارة الاخيرة التي فيها التعليل من كلام ابو مطيع كون ان ابي ليث والبيضاوي ائمة الاحناف لم ينقلا هذه الزيادة ....
فعلى منهجهم السقيم للحشوية لو طبقنا عليه احكام الالباني وجب ان يكون ضعيفا لان ابا مطيع مجروح جرحا مفسرا!! ويقدم على قاعدة المحدثين الجرح المفسر على التعديل على الرغم انه ليس له تعديل معتبر فيما اعلم... والقاعدة الثانية -وفق منهجهم- الزيادة غير مقبولة لمجروح!!
فاذا علمت هذا فاعلم كيف الهوى يتلاعب بهؤلاء