#التأويل
وجب التفريق بيت تأويل المعتزلة وتاويل الاشاعرة في المفهوم
السؤال : هل هناك فرق بين الاشاعرة والمعتزلة في مسألة التأويل ؟
الجواب :
نعم يوجد فرق كبير ومذهبهم في التأويل مذهب فاسد لا نقبله
وهنا وجب توضيح ذلك للحشوية الوهابية الذي لا يفرقون بين التاويل المحمود والتاويل المذموم فالأول ما قرره اهل السنة ..
قال الحافظ الذهبي :
قَدْ صَارَ الظَّاهِرُ الْيَوْمَ ظَاهِرَيْنِ : أَحَدُهُمَا حَقٌّ ، وَالثَّانِي بَاطِلٌ ، فَالْحَقُّ أَنْ يَقُولَ : إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، مُرِيدٌ مُتَكَلِّمٌ ، حَيٌّ عَلِيمٌ ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ، خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَكَلَّمَ مُوسَى تَكْلِيمًا ، وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ ، فَنُمِرُّهُ عَلَى مَا جَاءَ ، وَنَفْهَمُ مِنْهُ دَلَالَةَ الْخِطَابِ كَمَا يَلِيقُ بِهِ تَعَالَى ، وَلَا نَقُولُ : لَهُ تَأْوِيلٌ يُخَالِفُ ذَلِكَ. أهـ
(سير اعلام النبلاء 449؟19)
ملاحظتان على هذه الفقرة وجب الانتباه لها
1. امرار نصوص الصفات المشكلة كما جاءت باثباتها مقترنة بفهمها من دلالة الخطاب
2. قوله (وَلَا نَقُولُ : لَهُ تَأْوِيلٌ يُخَالِفُ ذَلِكَ) يفهم منه بمفهوم المخالفة انه يؤول بما لا يخالف دلالة الخطاب.
وهذا يعني ان الذهبي رحمه الله يرى التأويل بشرط اذا كان غير مخالف لدلالة النصوص ( الالزامية أو التضمينية أو التطابقية) وهنا وجب التفريق بيت تأويل المعنى والتأويل في المعنى :-
فالاول قبيح لانه احلال كلمة مقابل كلمة بلا دليل عقلي (فضلا عن نقلي) .. كقول المعتزلة معنى الرؤية العلم كما عند القاضي في شرحه للاصول الخمسة او "المعرفة" كما عند الزمخشري في الكشاف .. فهذا قبيح كونه قطع معنى وتغيير كامل باحلال لفظ مقابل لفظ بدون موجب كقريبة فكيف اذا توفرت دخل النص تلك القرينة - كما قال اهل السنة الاشاعرة - بأسلوب التشبيه الذي هو قيد من قيود حصر اللفظ وانهاء التعميم الحاصل فيه خارج السياق .. (سترون ربكم كما ترون القمر) فالقمر يرى ولا يعلم او يعرف لان مطابقة اللفظين توحي به ولذلك قرر أهل السنة الاشاعرة انه ما كان منها معناه ظاهراً مفهوماً من تخاطب العرب حملناه عليه ولا يصار الى احلال لفظ بدل لفظ الا اذا اشتهر بين العرب ذلك كقولنا (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) فإن المراد به في استعمالهم الشائع حقُّ الله، فلا يتوقف في حمله عليه، وكذلك قوله صلي الله عليه وآله وسلم: (إن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن) فإن المراد به إرادة قلب ابن آدم مصرفة بقدرة الله وما يوقعه فيه( الحافظ ابن دقيق العيد
بخلاف اهل السنة الذين اجروها على ظاهرها بلا كيف ولا معنى كما نقل عن الامام احمد ونقله الاصفهاني عن اهل القرون الثلاث ما قبله وكذا الامام الترمذي..
قلت :
وحمل الكلام على المعنى المجازي لقرينة تدل على ذلك هو الذي يسميه الأشاعرة تأويلا .. لا احلال لفظ كليا وان وافق العربية في خارج السياق المحكي فيه ..
1. السياق قيد من قيود المعنى الذي وجب النظر فيه فان كان قرينة فيه تحمل عليه
2. كذلك المجاز عند العرب حين اطلاق العبارة يكون هو الحقيقة لهذا اللفظ فلا يبقى مجازاً ويحمل عليه بلا غضاضة ولا يكون تأويلا بل هو حمل على الحقيقة كما قال الحافظ ابن دقيق العيد ما كان منها معناه ظاهراً مفهوماً من تخاطب العرب حملناه عليه كقولنا ما فرطنا في جنب الله أي في حق الله ،
فتاويلنا في المعنى هنا وإن كان لا يسمى تأويلا لان العرب لم تستخدم هذه العبارة الا بهذا المعنى ...
بخلاف الحشوية فيثبتون الجنب لله على انه صفة !! والعياذ بالله
والأوجه عند الاشاعرة والماتريدية المثبتون لاسم الصفة هذه ان يقال وصف الله نفسه بصفة أسماها "جنب" لا يعلم معناها الا الله وكذا الكيف فرع عن المعنى فان فسّرت يعني كيفت وان كيفت يعني تكلمت على المعنى وهذا ممنوع من جهتين
جهة اللغة كون مجازها اصبح حقيقة في المعنى (حق الله)
وجهة وقوعك بالتجسيم ؛ ونفيك بالقول كما يليق به لا تنفع مع صفة لها شكلٌ وكيفٌ !!
اذن وجب التفريق بين قول المعتزلة بالتاويل وبين اهل السنة
فاهل السنة الاشاعرة يقولون بـ (تاويل في المعنى) لا (تأويل المعنى) والفرق واضح وجلي كما شرحته آنقاً ..
.
والحمد لله على الاسلام والسنة
كتبه زياد حبوب ابو رجائي
#مجالس_المذاهب .. [1035]