لا يكون شيء في ملك الله إلا بارادته حتى الكفر والايمان
الرضا والمحبة لفظان مترادفان، وحقيقتهما إرادة الشيء من غير اعتراض على فاعله وهما من الله غير المشيئة والإرادة المترادفين أيضا
بدليل أن الله تعالى يريد سائر أنواع المعاصي من كفر وغيره ولا يرضى بها مع توعد فاعلها بالعقوبة،
هذا هو مذهب أهل السنة ولا يصح غيره.
(الفواكه الدواني للنفراوي 59/1)
قال حجة الاسلام الغزالي ووضحه السيد بقوله:
إن للكفر نسبة إلى الله باعتبار إيجاده له، ونسبة إلى المخلوق باعتبار تحليته به، وإنكاره إنما يجب باعتبار النسبة الثانية دون الأولى، والرضا به إنما يجب باعتبار النسبة الأولى دون الثانية، فإذا ابتلى الله الإنسان بالمرض فتألم منه بمقتضى طبعه مع كونه لم ينسب للبارئ جورا فهذا عدم رضا بالمقضي لا بالقضاء، وإن قال: لم أفعل شيئا حتى أستوجب هذا فهذا عدم رضا بالقضاء، فنحن مأمورون بالرضا بالقضاء ولا نتعرض لجهة ربنا إلا بالإجلال والتعظيم، ولا نتعرض لما هو من سلطنته وقهره؛ لأنه خالقنا ومالكنا، ففعله المخالف لطبائعنا ومشتهانا لا يعد ظلما؛ لأن الظلم تصرف الفاعل في غير مملوكه