إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ ، فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ
ليس دفاعاً عن الجديث فحسب بل دفاعا عن سنة أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم
(1). لن ادافع عن هذا الحديث سندا فهو في أعلى درجات الصحة التي تفيد العلم وتوجب العمل به دون شك او ريب او تعطيل ... كما هو عقيدة اهل السنة والجماعة ( الاشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة) متمثلة في منهج المذاهب الأربعة على أئمتها جميعا الرحمة والمغفرة ..
(2) وانما ساناقشه من حيث الحكم العقلي لبيان صحته متنا ولا يشوبه اي شبهة ....
(3) الحديث فيه إخباره عن الأسباب المثيرة للطيرة الكامنة في الغرائز الانسانية واكثرها يقع من البشر عند مقارنا بهذه الثلاثة
ولاسباب معلومة عقلا
هل يدخل الشؤم في حيز الامكان لهؤلاء الثلاثة فالجواب نعم ؟!!
لماذا ؟ إليكم الجواب
(4) . هو من اقسام الحكم : من حكم العادة او جكم العادي والمالوف عرفا وقد يخطأ به بعض الناس فيظنون انه من اقسام الحكم العقلي لتقاربه في الحكم العقلي الضروري وأشبه بالبديهيات لحصول نتيجته على وجه الجزم ويخرق حكم العادة هذا من الله لينقلب الى العقلي النظري
والفرق بين الضروري وحكم العادة ان العادي : إثبات أمر لأمر، أو نفيه عنه بناء على تجربة أو تكرار بخلاف العقلي الضروري فلا يحتاج الى تجربة فهو من المسلمات العقلية...
اذن :
1. اقتضت العادة ان يقضي الله مقدورات بارادته الازلية وفق علمه الازلي تاخذ وصفا من الانسان انها سيئة او شرا (بالنسبة للانسان لا بالنسبة لله لان الافعال نسبة الى الله متساوية في جذر الفعل ومكتسبة بوصفها من قبل الانسان)
2. من هذه المقدورات التي توصف بالشؤم كفرع عن وصفها شراً ان يموت في الدار أشخاص مما يصفها الانسان انها مشؤومة او يسكن فيها العفاريت فتكثر فيها الحرائق او الاعمال المخيفة كلما سكنت إما في حال فراغها لا يحدث شيئا فيقال عندها مقارنا انه مشؤومة
فما اكثر ما يحصل هذا في ايمنا المعاصرة كذلك
3. وكما قلنا في الدار ينطبق ذلك على البلد فإنه أكثر ما يجتمع الشؤم في بلد من حيث كثرة الامطار او الزلازل او البراكين او طوفان البحار .. ولا ادل على ذلك الا وصف الاندونيسيين وغيرهم للبلد التي تكثر فيها التسونامي بالمدينة المشؤومة ! وكم من بقعة تكون مشؤومة كذلك لكثرة الموت او الاصابة بالامراض والاوبئة او كثرة الفواحش فيها قيلام الانسان على وجوده فيها فيصح عندها القول انك دخلت منطقة مشؤومة
4. اما مسألة المراة
1. فقد جرت العادة مقارنة وعندها ان يتشاءم الانسان منها فينفر عنها الرجال -مثلا- لكثرة ما تتزوج ويموت عندها الرجال فلا يقبل ان يتقدم لها زوجا فيصح عندها قولهم انها مشؤومة او ان يموت اطفالها كثيرا كلما ولدت او كلما حبلت اجهضت او لاي سبب كان فيقال انها مشؤومة ولا يقصد لذاتها وانما لما حصل عندها ومقارنا لذاتها..
2. وكما يظهر ان الشؤم الذي قصده رسول الله ليس في نفس الامر وانما للعادة التي جرت مقارنة وعندها المر الذي يوصف بالسيء والشر...
ولا أدل على ذلك انه من حكم العادة المقارنة للمرأة هذه ان سيدنا رسول الله قد تمدح بالنساء كثيرا ولو كان فيه ما فيه لما وصف ذلك
فسئل أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»
«الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة»
فكيف تكون خير ةمتاع وفيها الشؤم !؟
3. فعلم من ذلك انها ليست مقصودة في ذاتها ولنما ما يحصل عندها او مقارنا عندها
4. في اللغة :
... 1) يجوز في اللغة ان تطلق الوصف على الموصوف ويراد به الصفة لا الموصوف
... 2) ويجوز في اللغة كذلك بالشرط لا يلزم من صدق الشرطية صدق كل واحد من أفرادها !!
5. يجوز بالشرع عندنا اهل السنة ان لا تقبل بالمقدور كونه مقضي ويحرم الا تقبل بقضاء الله وقدره لان النفور من المقضي لا يلزم منه نفور من قضاء الله ..
.
اللهم هذا عبدك الفقير زياد آل حبُّوب أبو رجائي قد دافع عن سنة نبيك وحبيبك محمد فاغفر لي ولمن قام بنشره ...
وألحقنا به في مستقر رحمتك وعند حوضه وأجزنا الصراط خلفه يا كريم
.
.