زيارة القبر الشريف ﷺ ..
ذكر احد الحشوية تعليقاً على منشوري السابق (زيارة القبر الشريف) وبينت فيه ان حكم الجويني الأب بتحريم زيارة قبور الصالحين فحسب ولا يوجد في حكمه دلالة تصريجية كونه يقصد قبر النبي ..ﷺ
فقال الحشوي : تتكلم عن قبر النبي ﷺ !!
زعما منه ان ابن تيمية سبقه علماء في هذا !!
وهذا ردي لهذا المتهوك المغرر به :
(1) حكم الجويني - مردود بقول الكثر - بل أن ابنه ابا المعالي امام الحرمين الجويني خالف والده !
لماذا ؟
(2) لأن كلام الجويني الأب مفاده منع القياس لا منع زيارة قبر الرسول ﷺ
لانفكاك الجهة بين الصالحين وبين النبي لصفة النبوة فهي "معنى زائد عن البشرية" الحاصلة في النبي والرجل الصالح من امته (ولهذا كان احد قولي الامام أحمد في جواز الحلف بالنبي دون سائر البشر كالصحابة او ال اليت كما نقله عنه ابن تيمية)
فالجويني الأب لم يقبل بالقياس ...هذا أقصى ما نفهمه من حكمه بتحريم زيارة قبور الصالحين فهو بهذا الموجب قال بعدم أحقية القياس لا أكثر ولا أقل
بينما الأصول التي عليها الاتفاق ان القياس يجري على ذلك من حيث النظر الى "المعنى الزائد عن الايمان" في كل من النبي والولي ألا وهو "الولاية" .. فكل نبي ولي بالضرورة .. ويزيد عن الاولياء بنبوته التي هي "وهب" من الله لا يوجد فيها ثمة رائحة "كسب" بخلاف الولاية التي هي "كسب" اتفاقا بين المسلمين لا بين اهل السنة الاشاعرة والماتريدية والحنابلة فحسب
فلجامع "الولاية" يصح القياس وهذا ما جعل اهل السنة بفقه المذاهب الاربعة يرفعون من شأنه بل أدى الأمر في هذا القياس إلى حمله من بعض العلماء وحصره على ال البيت عليهم السلام بالخصوص دون الصالحين من غيرهم كونهم كذلك فيهم "معنى زائد عن الايمان" بعد أساس الولاية وهو:
1. النسل الشريف
2. فضلا عن عمل عمر بن الخطاب في اختياره العباس عم النبي ﷺ "لمكانته" من النبي كما صرح العباس بذلك على الرغم ان هناك افضل من العباس كعمر نفسه ....
فلما لم يتوسل عمر بنفسه ولم يتوسل بالاسماء الحسنى ولم يتوسل باعماله الصالحة وقدم العباس لنسبه الشريف وهو أكبر سنا في ال البيت حينئذ فقدمه على الامام علي والحسن والحسين رضي الله عنهم كذلك .. فقياس عمر صحيح كما بينته سابقا في منشوراتي حول #التوسل والقياس بعمل عمر هذا من الجائز العقلي كما ظهر لنا ...
(2) اذن : ايها الحشوي
تركيزنا على زيارة القبر الشريف ﷺ واقناعك انها صحيحة وسليمة وليس فيها ما يدعو للريبة هو من باب حمل الاصل الذي تم به القياس من قبل اهل السنة قياسا صحيحا وهو التشريع الثاني عقب الاجماع وبعد الاصلين (الكتاب والسنة)
فكلام الجويني الاب لا ينسجم مع القياس كما ظهر انفا ومردود بقول الأكثر الذي لا يمكن ان يجتمعوا على ضلالة بنص حديث رسول الله
(3) لهذا كان ابن تيمية حريصا على ابطال الاصل وهو زيارة قبر الرسول ..لانه أذكى من ان يحرم زيارة قبور الصالحين والاصل صحيح !! .. فكان عليه ابطال ذلك الاصل فحينها يبطل المقيس عليها كما توهم !
(4) إذن : تركيزنا على جواز الزيارة لانه اصل القياس فان صحت صح المقيس عليها
او نقول ان صحت - وقد صحت - فما دونها يهون !!
أليس كذلك
والله ولي التوفيق لمن أراد ان يوفقه الله .....
.
.
.
والحمد لله على الاسلام والسنة