الصوفيون يقولون انها من عالم الشهود ولا يسمونه غيبا اصالة اي ان القلب مفتوح على اللوح المحفوظ بطريقة الكشف فهم يشبهون ذلك بعالم الشهود فهم مجرد نقلة بعد اطلاعهم شهودا على بعض الاقدار ...الخ وهكذا....
فعلى تعريفهم هذا هم يؤكدون انهم لا يتكلمون بالغيب لانه بالنسبة لهم ليس غيبا بل حالة شهود بالقلب لا بالابصار لان البصر محجوب عن رؤية ذلك...
والله اعلم
لذلك قلت سابقا لما كنت اناقض بعض الصوفية اتباع ابن عربي ان الخلاف بين اهل السنة والاكبريين اكثره أزمة مصطلحات فهم عادة يخرجون بتعريفات للمصطلحات لم يقل بها اهل السنة لكن معناها كما ترى في هذه المسألة .. في قولهم الشهود صحيحا لا غبار عليه لكن ظاهره قبيح وشبهة والسؤال الان هل نحاكمهم بالظاهر ام لا ؟
طبعا بعض اقوالهم لا يمكن قبولها لا ظاهرا ولا باطنا فهي خروج عن مقررات اهل السنة في افراد الله بذاته وصفاته وافعاله فمثلا :
فهم يقررون مسألة الحقيقة المحمدية بطريقة مخالفة لاصول الاشاعرة زالماتريدية وفضلاء الحنابلة بل لجميع فرق الاسلام من اباضية وزيدية وامامية !! فهم بقصدون ان الخلق والخالق يتحدون في حقبقة واحدة !! او لهما نفس الحقيقة او ان حقيقة الخلق من حقيقة الخالق كمثال مثلا النورانية او النورية في الشمس نفسها في المصباح ونقسها بالنار ونفسها بضوء الشمعة وانما الماهيات تختلف وهذا ما يسمونه الوحدة المطلقة فهم يفرقون بين ماهية الله وماهية البشر لذلك يقولون لا ندعو الى الاتحاد وهم في هذا صادقون فلا اتحاد وحلول من حيث الماهيات لكن بخطؤون في "حقيقة الاشياء" لذلك تجد في كتب ابن عربي قوله الرب عبد والعبد رب او كما قال يقصد به من حيث الحقيقة !! ولا يقصد به من حيث الماهيات ...
والخطأ في ذلك مرده الى ان الاصل افراد الله بكل وجه هذا معتقد اهل السنة سواء بالحقيقة او بالماهية لذلك تجد الاشاعرة اكثر الفرق حساسية فيما لو ظهر او تبين من منطوق اي لفظ مفهوم ما يوشي ولو تلميحا بالمشابهة او المناظرة لله مع اي شيء فيؤولونه باقرب المعنيين فرارا من التجسيم والتشبيه والنظير لله شبحانه وتعالى فليس كمثله شيء .. فكما ترى شيء نكرة في سياق النفي من صيغ العموم فيشمل افراده في الحقيقة والماهية كتوحيد الذات اضافة لافراده بافعاله وافعالنا وصقاته العلى
والله اعلم