ينقسم الحكم العقلي إلى ثلاث أقسام :
الجائز العقلي(1) :
وهو ما تساوى طرفاه (2) فيقبل الثبوت والانتفاء في العقل
الواجب العقلي :
عدم قبول الانتفاء في العقل أي: ما لا يتصور في العقل عدمه.
مثل الذات الإلهية وصفات المعاني والمعنوية والنفسية والسلبية فكلها ثابتة لله تعالى لا يصح نفيها عنه
ويقسم الى أقسام :
1. الواجب الذاتي
وهو الواجب القديم الذي لا يرتبط بغيره، لذلك فهو لا يتغير ومثاله : الذات العلية "الله"
2. الواجب العَرَضي
وهو نفس الجائز العقلي الذي تعرَّض لدليل مرجح فغلّب أحد طرفي الجائز.
وينقسم إلى قسمين
1. واجب عرضي ضروري : وهو ما ترجح بمرجح الحكم الشرعي اليقيني(3)
ومثاله : الغيبيات : كوجود الجنة والنار ووجود الملائكة
2. واجب عرضي نظري : وهو ما ترجح بمرجح الحكم الشرعي الظني(4)
3. الواجب الضروري وهو ما عرف جزماً من البديهيات العقلية ويكافيء الجائز العقلي الضروري
ومثاله : أن كل جرم لا يخلو من حركة أو سكون وان له حيز.
ومنكره يتهم بالجنون !
4. الواجب النظري وهو ما بُني على التأملات على قاعدة النظر والخبر.
ومثاله : حدوث الكون بالدليل الإجمالي أي ان العالم مخلوق وكل مخلوق لا بد له من خالق
ومن لا يفعله فهو عاص كون قد طلبه الشرع الحث على التفكير في مواضع عديدة(5) كقوله تعالى : {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
وقوله تعالى : {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}
وقوله تعالى : {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ }
وقوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
وقوله تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْـحَقُّ}
والواجب العَرَضي :
او الواجب لعارض تعرض لدليل من الشرع فرفعه من الجائز النظري إلى الوجوب العرضي الذي لا يتصور عدمه كتعذيب أبي جهل
المستحيل العقلي :
وهو انتفاء قبول الثبوت في العقل أي: لا يتصور وجوده
وينقسم الى قسمين ذاتي وعَرَضي
فالذاتي منه ضروري ونظري كما يلي :
المستحيل الضروري تعري الجسم عن الحركة والسكون معاً أي تجرده عنهما بحيث لايوجد فيه واحدٍ منهمافإن العقل إبتداءً لا يتصور ثبوت هذاالمعنى للجرم
ومثال المستحيل النظري كون الذات العلية جرماً تعالى الله عن ذلك فإن استحالة هذا المعنى عليه جل وعز إنما يدركه العقل بعد أن يسبق له النظر فيمايترتب على ذلك من المستحيل وهوالجمع بين النقيضين وذلك أنه قد وجب لمولانا جل وعز القدم والبقاء لئلا يلزم الدور والتسلسل لوكان تعالى حادثاً فلوكان جرماً لوجب له الحدوث لماتقرر من وجوب الحدوث لكل جرمٍ فلزم إذن لوكان تعالى جرماً أن يكون واجب القدم لألوهيته واجب الحدوث لجرميته تعالى عن ذلك وذلك جمع بين النقيضين لامحالة ومثل الجائز الضروري إنصاف الجرم بخصوص الحركة مثلاً فإن العقل يدرك إبتداء صحة وجودها للجرم وصحة عدمها له.
اما المستحيل العرضي :
او المستحيل لعارضٍ هومن قبيل الجائز النظري كذلك كاستحالة إيمان أبي لهب فإنهالماعرض لإيمانه من إرادة الله تعالى لعدمه والمراد بالجائز أيضاً مايصح في العقل وجوده وعد
--------------------------------------------------------------------------------------------
([1]) الجائز العقلي : وهو الممكن في تعريف المتكلمين اي انهما مترادفان ، وما يتصور في العقل وجوده وعدمه ، وهو قابل للانتفاء و الثبوت
او الممكن الخاص في علم المنطق اي لا يمتنع وقوعه ويشترك هنا مع الواجب الذي لاح عليه دليل فنقله من الجائز الى الواجب العرضي..
يمكن وجوده حيناً ويمكن عدمه حيناًآخراً ، ولا يترتب على تقدير وجوده او عدمه اي محال لذاته وحقيقته.
الجائز العقلي اذا تعرض لدليل مرجح لأحد طرفيه فيصبح واجبا عرضيا ... وهنا يدخل في النقل من السمعيات من الكتاب والسنة فينقله من الجائز الى الواجب ويصبح لا يمتنع وقوعه
اما ما الذي جعل الشرع مرجحا قويا لأحد طرفي الممكن او الجائز فالمصحح لذلك هو الواجب الذاتي وهو الله فله الامر والنهي والعقاب والثواب لتفرده في ملكه....
([2]) له وجه على ما يتصور وجوده ووجه على ما يتصور عدمه
([3]) وهو يوجب العلم ويوجب العمل ومنكره كافر
([4]) وهو يوجب العمل ولا يوجب العلم به ومنكره مبتدع يخشى عليه الوقوع في الكفر
([5]) في ستة وعشين آية ذكرت مادة التفكر .