شرح "ليس كمثله شيء"
أولا :
الفرق بين المماثلة والمشابهة فظاهر سيدي
كمن يقول للحيوان رجل وللانسان رجل تليق به (او العكس) فلا نفي هنا لرجل الحيوان!!
قلنا ظاهر لعدة اسباب:
1. لاختلاف لفظ المماثلة عن المشابهة !! فلا ترادف الفاظ في مسائل العقيدة لدقتها فلا المماثلة تعني المشابهة بكل وجه من الوجوه !!
2. وعليه فالمماثلة هي مشابهة من وجه واحد من ووجوه المماثلة والا فهي مشابهة زائد معنى اضافي يتضمن المشابهة واشياء اخر تظهر في السياق كالكيف والهيئة والشكل
3. لذلك التدليس عندهم في هذه يساوون بين المشابهة والمماثلة فالاية عندهم تعني نفي المشابهة!! بينما عند اهل السنة نفي المماثلة وهي اشمل لان معنى المماثلة غير معنى المشابهة وعليه فاهل السنة ينفون المشابهة والمماثلة بفرعيها المعنى والكيف
مثال لو قيل ان الخروف له رجل والانسان له رجل لكن رجل الانسان كما تليق به !! فهل نفيت عن الخروف الرجل!!
هذا ما يقع به الحشوية
بينما نحن نقول اصلا لا يوجد مثيل ولا مثال لله (ليس كمثله شيء) حتى نشبهه به!! يعني المثال معدوم!!
ثانيا:
الواحدية واجبة للذات
فالله واحد في الذات من كل وجه هذا هو توحيد الذات فوجب نفي كل وجه محتمل يشبه احد من مخلوقاته
فللانسان يد ورجل فوجب ان يكون الله ليس كذلك
اذا الانسان له وجه فوجب الا يكون لله وجه
لذلك اضطر اهل السنة في مثل هذه الاوصاف لتحقيق معنى الواحدية لله من كل وجه من الوجوه الى مسلكين:
1. الاول : تفويض المعنى والكيف كما نقل الاجماع على ذلك الترمذي والاصبهاني وقد ذكرت الاثرين في منشور سابق
وعلى الرغم ان الكيف فرع عن المعنى الا ان اصرار اهل السنة بذكره يدل على اهمية النفي للمعنى
2. التاويل بما يقرب من المعنى وهنا المعنى يطلبه اللفظ من السياق كما هي لغة ولسان العرب فلا تجد كلمة لها معنى مستقلا الا ويطلبه السياق حتى المعنى الاول (ما يسمى بالحقيقي) هو ترجيح تاويلي لانه كما لا يجوز لك ان ترجح احد المعاني خارج السياق الا بقرائن محفوفة ومن السياق كذلك لا يجوز ترجيح المعنى الاول الحقيقي فالاثنان عند اهل السنة تاويل لان معنى التاويل لا كما يذهب له الحشوية صرف المعنى الحقيقي الى معاني مجازية بل هو صرف أحد المعاني المحتملة للفظ ومن ضمنها المعنى الحقيقي!!
ارجو اكون بينت لك الفرق بين ما نقصده بالتاوبل وبين ما يقصده هؤلاء في العقيدة
يعني باختصار ترجيح اي معنى للفظ هو تاويل فهم مؤولون والاشاعرة مؤولون!! فلا احد يتجنى ويدلس وينفي التاويل
فمجرد اختيارك لمعنى هو تاويل ، طبعا كعادتهم هم ينفون انه تاويل ويفرقون بينه وبين التفسير فالاول عندهم تفسير والاخرى تاويل ولا معنى لهذا النفريق لان الاصل ان المجازي اذا اشتهر اصبح حقيقي كذلك فلا فرق بين ضرغام واسد !! لان الاثنيتين تقعان عى نفس الحيوان فضرغام عند القبيلة التي رأته كذلك لمجوع اوضاف حققت معنى الضرغام فهو ليس أسد فحسب عدهم لان الاسد تعني الشجاعة فحسب بينما ضرغام يحمل معنى الشجاعة زائد معنى اضافي ولا يمكن مطابقة المعنيين بكل الوجوه والا لما سموه ضرغام او غدنفر او سبع ....الخ واكتفوا بما سمته القبيلة التي اكتفت بوصف واحد له ...
ثالثا:
حل الاشكالات التي ترد على هذا الشرح
فيظهر من كلامنا اعلاه سؤال : فلماذا وصف الله نفسه بذلك فالجواب لتقريب ذلك على العقل البشري ليفهمها لان ذات او صفات الله مطلقة لا يمكن للعقل البشري ان يتصورها!! كونه جُبل على المحسوسات!!
فوصف نفسه باليد نقول نعم لله صفة اسمها يد ولا نقول لله يد!! كما يفعل الحشوية وهذا مذهب الاشعري الذي يفترون عليه ويقولون انه يقول بقولهم!! والعياذ بالله
كما يظهر سؤال اخر ما الفرق بين تاويل الاشاعرة وتاويل المعتزلة فالجواب ظاهر كذلك بعنصرين:
1. اننا نقول اليد تعني القدرة زائد معنى زائد لا نعلم معناه واقتصارنا على القدرة في كلامنا مع العوام هو تجوّز وتسامح والا فاليد لا تعني طباقا القدرة
بخلاف المعتزلة هم يحددون ويعينونها بالقدرة
2. الفرق في التعيين !! كما يفعل الحشوية في تعيينها بالمعنى الحقيقي!!