السادة الأشاعرة لا ينفون السببية بل يثبتون السببية ويرجعونها لمبدأ لمنع التناقض
- ينفون أن يكون ذلك الارتباط الظاهر فيه ضرورة عقلية بمعنى واجب عقلاً ، بل يقولون خضوعه لحكم العادة والاقتران فالسبب العادي لا يؤثر بذاته بل يحصل التأثير بخلق الله عند حصول الاقتران
فالممكن لا يؤثر في ممكن بل الحقيقة عبارة عن تأثير الله وحده في الممكنات بغير واسطة وهذا يرجع الى صفة الخالقية التي نثبتها لله في افعال الخلق
لذلك مخالفو الاشاعرة يقعون في عدم فهم الفرق بين الحكم العادي والحكم العقلي وقد شرحتها سابقا في مقال سابق والاشكال هو سمة اقتراب العادي من العقلي ولكن يحب التفريق فهماك فرق بين السببية العادية، والسببية العقلية...
فالأشاعرة لا ينكرون السببية بمعنى أن لكل حادث محدث بخلاف الفلاسفة مثل "هيوم" ينكر كل الموجودات في الخارج اي: الواقع, فلا يقر الا بوجودها في ذهنه
كما ان السادة الأشاعرة قالت بعدم وجوب حرق النار بالنظر إلى كونه ناراً مثلاً قالوا :
أن قولنا كل نار حارة "فالإمكان العام"، أي: عدم الضرورة في جانب السلب أو الإيجاب، فإن حكم بضرورة إيجاب إحراق النار لوجب استحالته في الطرف الأخر، والمؤمن لكتاب ربه لا يقول أنه مستحيل و إلا وقع في المحذور لما يلزم عليه إنكار عدم حرق إبراهيم عليه السلام
و المستحيل لا يتصور وجوده في الذهن ولا في الخارج، فكيف يخبرنا الله بالمستحيل؟ وهو أعلم بالمستحيل ؟! و بالقياس الاستثنائي المنفصل نقول :كل نار محرقة إما بالضرورة او اللاضرورة، و لكنه بالضرورة، ينتج إنه غير ضروري. و قد بينا أن القول بضروريته يصادم الخبر الإلهي.
باختصار
اللزوم العادي القطعي : ما لا يتأتى اختراقه إلا على يد نبي أو ولي
وأما اللزوم العادي الظني ما يتأتى به على سبيل العادة بواسطة التكرار، و الاشباع و الحرق لأن العقل لا يقدح فيه معنى عند تصور ذلك الشيء وجوداً أو عدماً بما يخالف مبادئ المعقولات..
والعقل لا يمنع ذلك فهو اللزوم العادي القطعي. و لا يحتاج احدٌ أن يكابر و يقول : " أنا عقلي لا يقبل ذلك " فإننا سنعلمه حينئذ المغايرة بين اللزوم الخارجي و اللزوم الذهني، و استلزام الأول لا يمنع استلزام الثاني.
أما إن قلتَ أن اللزوم في الشبع والحرق والتداوي هو لزوم عقلي بحيث لا يقبل الانفكاك لا في الذهن ولا في الخارج كالزوجية لأربعة والابوة والبنوة فانه سيفضي إلى انكار المعجزات او الكرانات للاولياء كما فعل المعتزلة ،
ينظر كتابي "المختصر لتهذيب شرح السنوسي" للدكتور الشيخ سعيد فودة ص66
موجود على هذا الموقع للاطلاع .. على هذا الرابط :
مختصر تهذيب شرح الستوسية
ينظر كتابي "المختصر لتهذيب شرح السنوسي" للدكتور الشيخ سعيد فودة ص66
موجود على هذا الموقع للاطلاع .. على هذا الرابط :
مختصر تهذيب شرح الستوسية